*د. إسماعيل النجار ||
عُوفَل دَخَل التاريخ بعدما صنعَ أسرانا الأبطال الحياة من الموت عبرَ النفق من الظلمات إلى النور،
أجمل ما في الحكاية حُب الحرية وإرادة نَيلها بكل الوسائل، والمذهل فيها تصميم الأبطال أن يشقوا باطن الأرض ويخرجوا إلى الحرية المنشودة مهما كلَّفَ الأمر،
والغريبُ فيه عدم إنتباه العدو لما يجري خلال عدة أشهر وتصريف التراب الناعم في جيَّازات المراحيض ودفق كميات كبيرة من المياه وبشكلٍ مستمر لكي لا تبقى ترسبات تقفل المجاري وينكشف الأمر وما تبقى من الحجارة الصغيرة فُرِشَت في أرض النفق الصغير الضيِّق، ألآت الحفر حتى الآن مجهولة وهل كان أحد من المولجين حماية السجن على معرفة بالأمر ومتواطئ؟
الله أعلم لا شيء واضح حتى الآن فجُل ما تهتم فيه الشرطة الصهيونية اليوم هو البحث عن الأبطال الستة والقاء القبض عليهم مجدداََ،
وعمليات البحث تترافق مع تحقيقات سريعة تجري مع ضباط وافراد الشرطة في السجن لأن العملية أكبر من أن يتحملها العدو الصهيوني بحجمها ونوعيتها حتى بتنا نسمع أصوات تنادي باستقالة حكومة بينيت بسبب ما حصل.
على المستوى الوطني الفلسطيني كان الأمر قنبلة الموسم التي تفجرت فرحاََ وعَمَّت الإحتفالات شوارع الضفة الغربية والقطاع ووُزِّعَت الحلوى بين الناس لأن عملية الفرار النوعية التي نفذها الأسرى الستة شكلت ضربة للعدو الصهيوني وإجراءآته الأمنية، واعادت الثقة بأن مَن هم في المعتقلات الصهيونية سيخرجون ولو شقوا الأرض وخرجوا منها.
**هنيئاََ للأبطال الحرية، هنيئاََ للشعب الفلسطيني المقاوم هذا الفرح الكبير،
هنيئاََ لفصائل المقاومة بهؤلاء الرجال أصحاب الإرادة الصلبة،
إلى المزيد من الحريات، الى المزيد من الفرح، مبروك لفلسطين.
✍️*د. إسماعيل النجار/ لبتان ـ بيروت
7/9/2021