قاسم الغراوي ||
ان الانسان اليوم يحتاج الى معرفة علي بن أبي طالب (ع) لا الى حبه فقط ، فالحب بلا معرفة لاقيمة له ولاوزن . ومن المعرفة تولد المحبة والتأسي به وبالقيم والمباديء الإنسانية النبيلة التي جاهد في سبيلها الامام علي (عليه السلام) من أجل دولة يسود فيها العدل وتصان فيها كرامة الإنسان وحقوقه الشرعية والمدنية والمساواة وهو القائل
(الناس صنفان : اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق).
نستحضر شخصية الامام علي (ع) بعد الشخصية الفريدة في التاريخ رسول الله (ص) للذين يدعون الايمان في الاسلام ، ولهم في رسول الله اسوة حسنة وفي امير المؤمنين قدوة لها تاثير في تربية النفس .
حينما اجمع المسلمون على اختيار الامام علي (ع) ذكرهم في خطبة مايجب ان يكون عليه هو بما يتطابق مع الشريعة والقرآن وان اختياره ليس الا لتقويم الدين بعد الاعوجاج واقامة العدل واحترام الانسانية ومنح الحقوق ، وهو اول من اعلن عن ذمته في الاسلام ومايملك : (أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي فأن خرجت بغيرهن فأنا خائنا) .
ونخاطب هؤلاء الذين تحملوا مسؤولية البلد ولم يقيموا عدلا ولا حقوقا ولاتقديرا ولا احتراما ولا كرامة ولاتوزيعا عادلا للثروات لخلق الله ، وتضخموا من السرقات وعاثوا فسادآ .
نذكر هؤلاء الذين تسيدوا على مقدرات البلد بارادة وبسوء اختيار الغالبية للاسف في الانتخابات ، وفسدوا في الارض وسرقوا اموال الامة فكان الفقر والبطالة والجهل والامراض في الوقت الذي ينعم هؤلاء وعوائلهم بالراحة والبذخ والسفر والفلل الفارهة والحمايات والرواتب المبالغ فيها.
وفي الجهة الاخرى يعيش فقراء امتي في بيوت على الارصفة من (الجينكو ) و (الصفيح) فاقدين فرصة العمل التي تحقق لهم الحد الادنى لمستوى حفظ الكرامة دون ان يتسولوا في الشوارع.
اذا كان الشعب مظلومآ ومن يمثله فاسدآ ، فمن يدافع عن مظلوميته امام القضاء ويكسب قضيته؟
واين يولي بوجهه ؟ لك الله ايها الشعب المبتلى .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha