المقالات

حين يسود الأغبياء

1676 2021-09-08

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

·        اصبع على الجرح.

                                                         

صار بحكم اليقين ان من يحكمنا اناس أغبياء بامتياز  لان فسادهم مكشوف وفشلهم ومفضوح ومعلن وموثق وهذا ينسحب على الرئاسات واغلب النواب والوزراء ورؤساء الكتل والاحزاب وزعمائهم وقادتهم  . لكن الأمر لا يقتصر عليهم فالغباء الاشد والاقوى والأوضح والأكثر قباحة عند الهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق النابحين مع كل نابح الذين يميلون حيث تميل الريح .

 يبدو أنها ثقافة مجتمع ومنهج حياة وطبيعة وتطبع وعادة وتعود ان يكون الغبي هو المطلوب والغباء هي الصفة الشاملة لأغلب ابناء المجتمع الراقص والهاجز والهاتف لكل من هب ودب من اللصوص والمجرمين والعملاء والجبناء والطواغيت الذين جربناهم وعرفناهم ونهبوا كل شيء وفرطوا بكل شيء .

يبدو اننا قد قبلنا وتقبلنا وتطبعنا ورضينا وارتضينا ان تكون مساحة الغباء هي الغالبة ونحن أذكى شعوب الأرض وكأن ما حكى لي صديقي الاستاذ جلال من حكاية الأطفال هي المصداق لحالنا حيث قال ان هناك عشرة أطفال كانوا يلعبون بجوار سكة حديدية.. تسعة منهم اختاروا أن يلعبوا بجوار خط يمر عليه القطار كل فترة لا تتعدى الدقائق بينما اختار الطفل العاشر اللعب بمفرده بجوار خط مهجور للسكك الحديدية..

 وحين لمح عامل السكة الحديد القطار القادم أصابه الهلع خوفاً على حياة الأطفال التسعة الذين يلعبون على خط السكة الذى سيمر عليه القطار.. فكَّر الرجل بسرعة وقرر تحويل مسار القطار ليسير على الخط المهجور بإعتبار إن هناك طفلاً واحداً فقط يلعب هناك ويكون قد أنقذ حياة الأطفال التسعة أي أن هذا القرار حقق أقل خسائر ممكنة!!

للوهلة الأولى يتبين لنا أن عامل السكك الحديدية قد اختار القرار الصحيح بمنطق الكم ولكن حين نفكر بمنطق الكيف سنكتشف أنه قد أخطأ فالطفل الذي ضحى به عامل السكة الحديد كان أذكى الأطفال العشرة لأنه الوحيد الذى فكر واختار القرار الصحيح باللعب فى المنطقة الآمنة.. أما البقية الذين أنقذ العامل حياتهم فهم الأغبياء والمستهترون الذين لم يفكروا بطريقة صحيحة واختاروا اللعب في منطقة الخطر.

 ربما يبدو أن هذا التحليل غير منطقي وغير عاطفي لدى البعض إلا أن هذا هو الفارق الشاسع بين المجتمعات التي تصنع الذكاء والغباء بين أفرادها.. فالمجتمعات الغبية تضحي بالأذكياء والأكفاء والكفاءات والعقول والمبدعين أما فى المجتمعات الذكية عند الدول المتقدمة فتلهث القيادات وراء العقول وتنفق عليها لأن الأذكياء والعقلاء والنابهين يقودون المجتمع ويصنعون السعادة حتى للأغبياء أيضاً . اخيرا وليس آخرا هناك مجتمعات تصنع الذكاء واخرى تصنع الغباء فأي مجتمع نحن ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك