المقالات

حين يسود الأغبياء

1757 2021-09-08

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

·        اصبع على الجرح.

                                                         

صار بحكم اليقين ان من يحكمنا اناس أغبياء بامتياز  لان فسادهم مكشوف وفشلهم ومفضوح ومعلن وموثق وهذا ينسحب على الرئاسات واغلب النواب والوزراء ورؤساء الكتل والاحزاب وزعمائهم وقادتهم  . لكن الأمر لا يقتصر عليهم فالغباء الاشد والاقوى والأوضح والأكثر قباحة عند الهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق النابحين مع كل نابح الذين يميلون حيث تميل الريح .

 يبدو أنها ثقافة مجتمع ومنهج حياة وطبيعة وتطبع وعادة وتعود ان يكون الغبي هو المطلوب والغباء هي الصفة الشاملة لأغلب ابناء المجتمع الراقص والهاجز والهاتف لكل من هب ودب من اللصوص والمجرمين والعملاء والجبناء والطواغيت الذين جربناهم وعرفناهم ونهبوا كل شيء وفرطوا بكل شيء .

يبدو اننا قد قبلنا وتقبلنا وتطبعنا ورضينا وارتضينا ان تكون مساحة الغباء هي الغالبة ونحن أذكى شعوب الأرض وكأن ما حكى لي صديقي الاستاذ جلال من حكاية الأطفال هي المصداق لحالنا حيث قال ان هناك عشرة أطفال كانوا يلعبون بجوار سكة حديدية.. تسعة منهم اختاروا أن يلعبوا بجوار خط يمر عليه القطار كل فترة لا تتعدى الدقائق بينما اختار الطفل العاشر اللعب بمفرده بجوار خط مهجور للسكك الحديدية..

 وحين لمح عامل السكة الحديد القطار القادم أصابه الهلع خوفاً على حياة الأطفال التسعة الذين يلعبون على خط السكة الذى سيمر عليه القطار.. فكَّر الرجل بسرعة وقرر تحويل مسار القطار ليسير على الخط المهجور بإعتبار إن هناك طفلاً واحداً فقط يلعب هناك ويكون قد أنقذ حياة الأطفال التسعة أي أن هذا القرار حقق أقل خسائر ممكنة!!

للوهلة الأولى يتبين لنا أن عامل السكك الحديدية قد اختار القرار الصحيح بمنطق الكم ولكن حين نفكر بمنطق الكيف سنكتشف أنه قد أخطأ فالطفل الذي ضحى به عامل السكة الحديد كان أذكى الأطفال العشرة لأنه الوحيد الذى فكر واختار القرار الصحيح باللعب فى المنطقة الآمنة.. أما البقية الذين أنقذ العامل حياتهم فهم الأغبياء والمستهترون الذين لم يفكروا بطريقة صحيحة واختاروا اللعب في منطقة الخطر.

 ربما يبدو أن هذا التحليل غير منطقي وغير عاطفي لدى البعض إلا أن هذا هو الفارق الشاسع بين المجتمعات التي تصنع الذكاء والغباء بين أفرادها.. فالمجتمعات الغبية تضحي بالأذكياء والأكفاء والكفاءات والعقول والمبدعين أما فى المجتمعات الذكية عند الدول المتقدمة فتلهث القيادات وراء العقول وتنفق عليها لأن الأذكياء والعقلاء والنابهين يقودون المجتمع ويصنعون السعادة حتى للأغبياء أيضاً . اخيرا وليس آخرا هناك مجتمعات تصنع الذكاء واخرى تصنع الغباء فأي مجتمع نحن ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك