المقالات

خديجة: أتزوجتِ يتيم أبي طالب فقيرًا بلا مال؟!

1350 2021-09-10

 

أمل هاني الياسري ||

 

تجارتها تفوق تجارة قريش مجتمعة، ذكاء حاد، وشخصية قوية، لُقِبت قبل الإسلام بالطاهرة والصادقة، لعبت دوراً في حياة الدين الإسلامي ومنذ ساعاته الأولى، فقد كان عندها نبأ زوجها نبي هذه الأمة، عن طريق إبن عمها ورقة بن نوفل، الذي كان عالماً حبراً، موضحاً لها قداسة المرأة، التي ستكون زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين، وما ستلاقي من الظلم والإجحاف، فآمنت، وتحملت، وصبرت، وواست، وضحت، فكانت مصداقاً لقول زوجها الصادق الأمين: (خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة).

مَنْ هو الخاطب؟ ومَنْ هي المخطوبة؟ أهل قريش يسألون أعمام النبي محمد،(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، فأجابهم أبو طالب (عليه السلام):(الخاطب إبن أخي محمد، والمخطوبة بنت خويلد خديجة)،فقيل:(والله ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أفضل من محمد)،فجاء النداء من السماء: (زوج الطاهرة من الطاهر) ولإنها من النساء المختارات؛ إصطفاها الباريء عز وجل، لتكون كما قال عنها النبي:(لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذّبني الناس، ورُزِقتُ منها الوِلد حيث حرمتموه).

مرَّ عالم حبر على سيدة مكة خديجة (رضوانه تعالى عليها)، كما كانت تسمى لأخلاقها العظيمة، وشرفها، وعفتها، وجمالها، وحسبها، ونسبها الذي تلتقي فيه مع محمد بن عبد الله، في الجد السابع (قصي)، وما ستؤول إليه حياتها بالزواج، من المبعوث الخاتم والصادق الأمين، والموجودة صفاته في التوراة، حيث قال لها: (سيتزوج نبي آخر الزمان، من قريش سيدة قومها)، وأشار بيده إليها ثم قال: إحفظي ما أقول لك يا خديجة: (إجتهدي أن لا يفوتك محمداً، فهو الشرف في الدنيا والآخرة).

السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، وأول زوجات النبي محمد،(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، وأول مَنْ صلّت خلفه، ولم يتزوج عليها في حياتها، وأنجبت له كوكباً درياً إسمه فاطمة، فإنبثقت منها إحدى عشرة عيناً علوية، هم بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومنبع الولاية والإمامة، وعندما رحلت خديجة لبارئها، نزل جبرئيل وقال لفاطمة (عليها السلام):(ربكِ يقرؤكِ السلام، وإن أمكِ في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وأعمدته من ياقوت أحمر)فقالت:(إن الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام).

 قريش عابت على سيدة مكة، الزواج من الفقير(محمد)يتيم أبي طالب،عمه الذي كفله ورباه في بيته، وهجرنَها بعد أن وهبت كل مالها، في سبيل الدعوة الإسلامية آنذاك، حتى قال النبي:(ما إستقام دين محمد، إلا بمال خديجة وسيف علي)، فكانت تمنح المال للفقراء المسلمين، وواجهت كل ذلك البلاء من قريش، حتى حانت ساعتها بسبب مالاقته من ظلم، وألم في حصار شِعب أبي طالب، ففارقت الحياة جراء المرض، وسمي العام بعام الحزن، حيث فقد الكفيل والسند بوقت واحد.

عاصرت السيدة الفاضلة خديجة(رضوانه تعالى عليها)،حياة الإمام علي (عليه السلام)، مُذ كان فتى قدم نفسه فداءً ليلة المنام، بدلاً عن نبي الرحمة (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، لكنها كثيراً ما كانت تتألم لحالة إبنتها الصغيرة، وما ستلاقيه يوم الباب حزناً ووجعاً وظلماً، من الأمة بعد رحيل أبيها، لذا لاعجب أن حضرت مع إبنتها الزهراء، عصر يوم أحمر في كربلاء، لتواسي حفيدتها الحوراء، بمصرع أخيها الحسين(عليه السلام)، فسلام عليكِ يوم ولدتِ، ويوم إُستشهدتِ، ويوم تبعثين حية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك