قاسم سلمان العبودي ||
قطعاً أن الإنتخابات باب من أبواب الديمقراطية التي فرضت من الخارج، وقد دفع العراقيين ضريبة هذا التحول الكبير من الدكتاتورية المقيته، الى الديمقراطية الواسعة الكبيرة أنهاراً من الدماء العزيزة من أبناء هذا الشعب المعطاء .
اليوم ونحن على أعتاب عملية أنتخابية، أقل ما يقال عنها أنها شابها غموض، وتجاذبات سياسية أرهقت المواطن البسيط وأنعكست عليه سلباً وذلك من خلال سياسة (سرقة) مدخولات المواطنين بعملية رفع صرف الدولار امام العملة الوطنية، فضلاً عن النقص الحاد في الخدمات، وأنعدام تشغيل الشباب .
عندما نحاول تشخيص الواقع الأنتخابي تبرز لنا مجموعة معطيات لابد من الوقوف أمامها بشيء من الإيجاز .
أبتداءاً، مسألة ألأنسحابات ومن ثم العودة مره أخرى الى الأنتخابات، تعتبر هذه أول عمليات ُغُش أنتخابي مورست من قبل بعض المنسحبين العائدين، بحق الناخب الذي تلاعبوا به هؤلاء المنسحبين من أجل الضغط عليه، بعدما تيقنو من أنحسار قواعدهم المؤيدة لهم، حتى أن بعض جهلة القوم من المرجفين، قامو بحرق بطاقاتهم الأنتخابية تضامناً مع تلك الأحزاب المنسحبة، مما ضيع حقهم في التصويت بعد أن رجع المنسحبون .
مسألة أخرى، هي توقيت تشرين لأجراء الأنتخابات، فيها إشارة سلبية صوب الشعب العراقي الذي رفض حراك تشرين السيء، عندما تم أحراق الوسط والجنوب بتظاهرات هدامة وليس أصلاحية كما روج لها . نعتقد أن هناك مناغمة بين المفصل الحكومي، ورجال تشرين الذين آلوا على أنفسهم حرق البلد تحت مسمى ( نريد وطن ) .
صدق النوايا غائب تماماً لدى كثير من الإحزاب التي قرأت الساحة العراقية، ووجدت هناك تراجع لدى قواعدها، وبالتالي تراجع حظوظها بالفوز باغلبية ساحقة .. كما صرحت تلك الأحزاب بذلك . الدعم الأممي هو الآخر جاء متناغماً مع الإجندة الإمريكية التي تدعم أحزاب معينة بالوصول للبرلمان، ولا نعتقد هناك جدية أممية في مسألة رعاية هذه الإنتخابات، كون هناك مؤشرات سلبية واضحة قد صدرت من دولة الإمارات بتبني مسألة الفرز الإلكتروني داخل دولتها، مما يعطي مصداقاً كبير بأن هناك مؤامرة تحاك ضد العملية الإنتخابية، بصعود أحزاب معينة تريدها واشنطن .
حظوظ الفتح ورجال المقاومة، وبعد أستطلاعات الرأي آخذه بالأرتقاء، كونها المسارات الوطنية الصحيحة، لكن هذا لايعني عدم صعود بعض التيارات والإحزاب المناوئة وخصوصاً أن ( الرسيفرات الرقمية ) ستكون في دولة تَكنّ العداء للفتح والمقاومة .
نصيحة للكتل السياسية الحالية، وخصوصاً الفتح، وشباب المحور الصاعد، الضغط على مفوضية الإنتخابات بجعل الرسيفرات الرقمية داخل العراق وليس خارجه .
المغانم البرلمانية، والمصالح الشخصية، هي السمة الإكبر لدى كثير من المرشحين، وهذا سيجعل عزوف جماهيري عن الذهاب الى صناديق الإقتراع، وخصوصاً أن كثير من الناس تعتريه حالة من اليأس بسبب السياسات الإقتصادية والأمنية للحكومات المتعاقبة، والتي فشلت برفع المستوى المعاشي والخدمي، فضلاً عن الإمني لكثير من طبقات المجتمع العراقي.
المطلوب من جميع الكتل، والإحزاب العراقية، وخصوصاً التي تمثل الوسط والجنوب، بأعادت تجسير الثقة بينها وبين تلك الأوساط الجماهيرية من خلال عرض برامجها بشكل واضح وشفاف، وأعطاء الوعود الصادقة، والإلتزام بتحقيها كي يلمس المواطن مصداقية الإحزاب التي تمثله في المرحلة القادمة والتي نعتبرها، أهم متغير قادم منذ سقوط النظام السابق الى اليوم .
https://telegram.me/buratha