المقالات

صفية أول مسلمة قتلت يهودياً!

1272 2021-09-11

  أمل هاني الياسري ||   نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ ابداً/24   شخصية لها مكانة متميزة، في قلب النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، ومن أول النساء المهاجرات من مكة الى المدينة، تحملت مشاق عذابات جهلاء قريش، في سبيل دعوة إبن أخيها الصادق الأمين، خاصة وأن أخوها الحمزة، كان هو الشخص الآخر بجانبها في هذه الشدائد، إنها صفية بنت عبد المطلب (رضوانه تعالى عليها) عمة النبي، وأخت الحمزة سيد الشهداء في أُحد، من الصحابيات والمؤمنات الأوائل، ولم يقل دورها عن دور الرجل، لنصرة الرسالة المحمدية السمحاء. صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، أمها السيدة هالة بنت وهيب بن عبد مناف، وهي إبنة عم آمنة بنت وهب، وشقيقة حمزة بن عبد المطلب من أمه وأبيه، وقد أسلمت في الساعت الأولى من فجر الدعوة الإسلامية، وعاصرت الأحداث الخطيرة التي ألمَّت بالمسلمين الأوائل، ومحاربة قريش لهم، لكنها صمدت مع بقية نساء بني هاشم، وواجهتها بصبر، وحكمة، وإخلاص، مع خديجة، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت محمد (عليهنَّ السلام). تميزت السيدة صفية بالشجاعة والصبر، حتى إحتسبت لمقتل أخيها الحمزة في أحد، رغم إنشغالها بنقل الماء للمقاتلين، وبري السهام، لكنها إنتزعت سهماً من أحد القتلى، وهبَّت للدفاع عن النبي (صلواته تعالى عليه) قائلة:(ويحكم إنهزمتم عن رسول الله)؟! فلما رآها النبي خشي أن ترى أخاها، وقد مُثل به من قبل هند آكلة الأكباد، فلما إنتهت المعركة، وقع نظرها على جثة الحمزة مقطعة، قالت:(إن ذلك بعين الله، ولقد رضيتُ بقضاء الله، واللهِ لأصبرنَّ ولأحتسبنَّ إن شاء الله).   لهذه السيدة الجليلة مواقف عظيمة، أيام معركة الخندق، فقد ترك الرسول الصبيان والنساء، في حصن حسان بن ثابت، عندما حفر الإمام علي (عليه السلام)، خندقاً حول المدينة المنورة، لحمايته من المشركين والمنافقين، وعندما إقترب يهودي من معسكر النساء، وأحست به العمة السيدة (صفية)، إقتلعت عمود خيمة، وضربته على أُم رأسه، فكانت أول مسلمة قتلت يهودياً، ووصل الخبر لمعسكر الأعداء فقالوا:عرفنا أن محمد لم يترك المعسكر بلا رجال تحميه! أي شجاعة أبدتها هذه السيدة الهاشمية؟! حضرت صفية الزواج المبارك لإبن أخيها محمد، من السيدة خديجة قبل مبعثه الشريف، ووقفت بجانبه مع أخيها الحمزة، ضد محاولات المشركين البائسة، لإطفاء نور رسالته، فسيدة بعمر الثلاث والسبعين سنة، قضتها بمواقف شُجاعة ليس عجباً، فهي من أهل لم تنجسهم الجاهلية بأنجاسها، كما عاصرت أيام فتوة وفداء علي (عليه السلام)، فنصرته بحق خلافته للمسلمين، وثبات أركان الدين الحقيقي، على يد أولاده المعصومين(عليهم السلام) واحداً بعد آخر، ورحلت عن الدنيا (20 هجرية)، فكانت نِعم العمة للنبي كنِعمَ العم أبي طالب!  جميع نساء بني هاشم، ومن المسلمات الأوائل، اللواتي حضرنَ وفاة النبي محمد(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، شاهدت كيف أن الأمة تركته وخالفت أمره، وقد أوصى بحديث الثقلين، فلم يغب عنهنَّ لحظة دور المرأة الرسالية، لإيصال صوت المظلومية التي طالتهم، فكُنَ الصوت الهادر لتعبئة الأمة، ومواجهة الظلم والطغيان، وموقف السيدة صفية لا يختلف كثيراً، عن مواقف نساء البيت الحسيني في كربلاء، فهنَّ ذرية بعضها من بعض، فأنعْم بمَنْ أوفينَ عهدهنَّ، بالدفاع عن الإسلام وأهل بيته(عليهم السلام).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك