قاسم الغراوي ||
يعتقد البعض ان التخدير عبارة عن وضع قناع الوجه Face mask على وجه المريض ويرفع عنه حال انتهاء العملية. ، وان نجاح العملية يعتمد على الجراح دون طبيب التخدير . وتلك معلومة ليست خاطئة فقط بل تجني على عمل طبيب التخدير .
طبيب التخدير كقائد طائرة مع مساعده مطالب ان يحافظ على سلامة ركابه (مرضاه) من لحظة صعودهم في الطائرة (صالة العمليات) لحين هبوطهم في المطار سالمين (نهاية العملية) وهو يواجه في رحلته المطبات الجوية والعواصف والامطار والغيوم والرعد والبرق وتغيرات الجو الاخرى (المتوقعه والغير متوقعه) .
ومن المشاكل : الصدمة ، النزف ، الجلطة هبوط الضغط اوارتفاعه ، هبوط السكر وارتفاعه ، ضيق التنفس ، وذمه رئوية ، ربو حاد او ضيق التنفس ، ذبحه سابقة ، جلطة سابقة ، افاقة متاخره بسبب نقص انزيم في جسم المريض واسباب اخرى قد تكون غير معروفة الا بعد متابعتها واجراء التحاليل الخاصة بها ، وهناك اسباب مثل هبوط نسبة الاوكسجين في الجسم ،.
المريض احيانا يتحمل جزء من المسؤولية بعدم تناوله علاج الامراض المزمنة ، بعض المرضى لايعطي معلومات حقيقية عن تاريخه المرضي ، امراض غير مكتشفة ، اورام في الدماغ غير معروفة ، تداخلات كثيره لايمكن الخوض فيها بعجالة .
كما يجب على الطبيب المخدر ان يختار طريقة تخدير ملائمة للمريض تتناسب مع عمره ووزنه ، تبعا لمشاكله الصحية وامراضه المزمنة ، وعلى الطبيب المخدر ومساعده ان يتعامل معها بحرفية عاليه وان يتصرف ويقود الرحله بامان قدر استطاعته ومعرفته .
بقي ان نعرف الاقدار الغير متوقعة التي يواجها القائد (المخدر) اسباب غير مرئيه مثلا جلطة قلبية او رئوية اثناء العملية او بعدها ، ومع هذا يبذل جهدا لمعرفة الاسباب ليتصرف ويحصل على نتائج لصالح المريض ، ورغم هذه المسؤولية الجسيمة فان اجره لايساوي قيمة قلقة وتوتره اثناء فترة تخدير المريض . مالا تعرفوه لاتغوضون الحديث فيه واسالوا اهل الاختصاص حتى لاتظلموا احدآ بلسانكم او اقلامكم .