قاسم الغراوي ||
من المؤلم والمؤسف جدا ان ارى اثناء تجوالي في بعض شوارع مدينتنا اعلانات عشوائية لصور مرشحين لكافة الاطياف والاحزاب بطريقة تفتقر الى الجمالية والتنظيم في العرض واختيار المكان الملائم الا ماندر وهذه الطريقة ليست جديدة ابدا وحتى الاعلانات الاخرى لاتحكمها ضوابط اوتعليمات .
ليس هذا الموضوع الذي وددت التنبيه عنه بقدر التركيز على ظاهرة اخرى رافقت صور واعلانات المرشحين للانتخابات ، وهذه الظاهرة هي تمزيق الصور من قبل شباب في مقتبل العمر مهما كان ارتفاع وحجم الصور وان كانت اعلى اسطح البنايات العالية.
واعتقد هناك اسباب ترتبط بهذا السلوك الغير منضبط وهو ناتج عن غياب الوعي الجماهيري وثقافة المجتمع تجاه الانتخابات والسياسيين للصورة الذهنية السلبية لهؤلاء في ذاكرة الناخب .
السبب الاخر اعتقد ربما يكون هؤلاء ماجورين ومامورين لتخريب وتمزيق صور الناخبين مقابل اجور معينة ، وهذه السلوكيات ان صحت تعد غير اخلاقية في التنافس الانتخابي وسلوك معيب فمن المفترض ان يكون التنافس شريفا بين المرشحين وان يعمل الجميع ضمن المساحة والاطار المسموح له دون التجاوز على الاخرين.
الاصل في الانتخابات هو المنافسة الشريفة بين المرشحين خصوصا في المنطقة الواحدة ، والمرشح الناجح هو الذي يكسب الجمهور ويؤثر عليهم بمصداقيته وبرنامجه ونزاهته وثقتهم به في تحقيق تطلعاتهم وحل مشاكلهم.
حملات تمزيق صور المرشحين للانتخابات تجتاح شوارع المحافظات وأمام مرأى الاجهزة الأمنية. وربما هناك عمليات ترهيب للمرشحين من كيانات محددة تمنعهم من اقامة مهرجاناتهم الانتخابية أو التحرك داخل دوائرهم..
ورغم صدور تعليمات وقرارات بعقوبة الحبس والغرامة بهذا الشان الا اننا لانرى صدى لذلك وان هناك خوفآ واضحآ وقلقآ يسود الشارع، فالانتخابات بلا حماية، والاعتداءات لم تعد (جريمة) يحاسب عليها القانون ، والمواطنون يشعرون بالقلق من هذا السلوك الذي يسبق الانتخابات .
على الحكومة ان لاتكتفي بالتحذير أو تتوعد فقط المجاميع السائبة في الشوارع وعليها ان تمنع وتعاقب هؤلاء لتستمر المنافسة بين المرشحين ضمن الضوابط والتعليمات التي اقرتها المفوضية لياخذ كل ذي حق حقه.