حسن كريم الراصد ||
هذا المفهوم متداول ومعروف في الحملات الانتخابية وهو من مسلمات التعامل في المعركة الانتخابية التي تجري بين الخصوم السياسيين .. والصدمة الاعلامية تقوم على تهشيم وجه الخصم وتشويهه اما بفرية مفبركة او بحقيقة غائبة كانت مستورة لا يعرفها الجمهور فتكشف وتفضح في لحظة حرجة قبل الصمت الاعلامي لكيلا يتمكن المتهم من رد التهمة عنه سواء كانت حقيقة او مفبركة ..
وهذا المفهوم وهذه الالية متبعة ومعروفة في الديمقراطيات العريقة وهي تقوم على نشر فضائح المرشح الخصم ودوما ما تكون فضائح اعتداءات جنسية او فساد او رشوة ومعظمها تكون مفبركة ومثلما يحدث في كل انتخابات اميركية .. وهذا الفعل يتلائم مع العقلية الغربية التي مازالت خاضعة لتأثير الوصايا الميكافيلية القائمة على اساس ان الغاية تبرر الوسيلة ..
وقد قامت بعض الكتل بتقليد هذه الصدمة وفبركت تهم كانت باداء سيء وهزيل ومكشوف الا لبعض البسطاء من الجمهور الذي اعمته الضغينة لشقيقه المنافس وحجبه الطموح عن التمييز بين ماهو جائز او حرام ..
ومثال ذلك الفيديو الذي انتج في مواقع احد الجهات والذي استهدف احد خصوم تلك الجهة والذي اشار وبالصوت والصورة ان هذا الخصم ارسلت له الاموال من ايران اضافة الى ملصقات وبطاقات مزورة وظهر ذلك العمل بشكل مزري مكشوف بعدما اكتشف المشاهد ان رد تلك المزاعم لا يتطلب ذكاءا وجهدا كبيرا .
فايران لا ترسل ملايين الدولارات بيد شخص واحد وبعلب كارتونية ومن خلال معبر حدودي وهي تملك اليات لفعل ذلك لم تتمكن حتى الولايات المتحدة من ايقافها فضلا عن اكتشافها .
كذلك كان المكان والكادر الذي قام بادوار هذه الفرية بائس مكشوف لم يتمكن من اداء دوره بشكل محترف مما جعل لهذا الفيديو مردودات عكسية استفاد منها المرشح المتهم عندما رأى الناس ان ذلك يخالف اخلاقياتنا في التنافس الشريف وتجنب الوسائل القذرة حتى وان كانت تؤدي الى غايات مقدسة . .
المهم ان ذلك الاسلوب وتلك الصدمة التي تمثل ذبح المنافس دون رحمة سترونها في الاسبوع الاخير وتحديدا بالايام والساعات الاخيرة قبيل الصمت الاعلامي وهي علامة فشل من سيجربها بلحاظ انه عجز عن المواجهة فلجأ الى الاغتيال السياسي وبالطرق القذرة التي لا تتلائم مع مفاهيمنا واخلاقياتنا واعرافنا التي تصب في رافد عذب مفاده : ان لا يطاع الله من حيث يعصى . وان : لا يجرمنكم شنآن قوم ان لا تعدلوا . اعدلوا هو اقرب للتقوى . تلك مثلنا العليا وقيمنا الخلقية السامية ومن سيتمرد عليها لا ينال الا العار والخسران ..
واجد ان سهام القوم ستصوب الى هدف واحد بعد الاربعينية وارجو ان يتذكر القارئ ذلك عندما يرى افلام مفبركة وتهم مفتعلة ستصوب نحو القوائم الحشدية بعد ان جهزت تلك الصدمات في غرف مونتاج خارجية وللاسف اخرى داخلية وكما جرى قبل عامين ..
ويجب ان نهيئ انفسنا لرفض تلك الاعمال ومحاربة اصحاب الوسائل الغير اخلاقية واشعار العاملين عليها ان الجمهور العراقي يتعاطف مع المظلوم وانه سيستدل على النزيه من خلال استهدافه من سهام القوم ومن خلال تنافسه القائم على قيم الفروسية النبيلة ..