المقالات

أسماء: لكِ عهد الله يا سيدتي!

1906 2021-09-13

  أمل هاني الياسري ||   *نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ طويلاً/27   إحدى زوجات الإمام علي (عليه السلام)، روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال فيها: (رحم الله الأخوات المؤمنات من أهل الجنة)، فسماها باسمها (أسماء بنت عميس بن الحارث الخثعمي)، أسلمت في بداية الدعوة الإسلامية، لها مواقف تأريخية سُجلت عنها، فهي صاحبة الهجرتين، فقد هاجرت للحبشة مع زوجها الأول، جعفر بن أبي طالب (عليهما السلام)، ثم هاجرت الى يثرب، فكانت له خير زوجة، أنجبت له (عبد الله) الذي تزوج من الحوراء زينب، حتى أستشهد في معركة مؤته (رضوانه تعالى عليهما). أمر النبي محمد عند تزويج الزهراء من علي(عليهم السلام)، بأن تخرج النساء مسرعات لزفافها، إلا أسماء تأخرت، فلما خرج الرسول رأى سوادها قال:من أنتِ؟ فقلتُ:أسماء بنت عميس، قال:ألم آمركِ أن تخرجي؟ قلتُ:بلى يا رسول الله، ولكن كنتُ قد حضرتُ وفاة خديجة، فبكت وفاتها فقلت:أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين، وزوجة رسول الله، ومبشرة بالجنة على لسانه؟ فقالت: ما لهذا بكيتُ، ولكن المرأة ليلة زفافها، لابد لها من إمرأة، ففاطمة حديثة عهد بصبا، وأخاف ألا يكون لها مَنْ يتولى أمرها! كان لأسماء بنت عميس في اللحظة موقفاً مؤلماً، فقد أجابت سيدتها خديجة (عليها السلام): (لكِ عهد الله يا سيدتي إن بقيت الى ذلك الوقت، أن أقوم مقامك في هذا الأمر)، فبكت كثيراً وبكى رسولنا الكريم(صلواته تعالى عليه وعلى آله) لبكائها، فقال لها:(أسال الله أن يحرسكِ من فوقكِ، ومن تحتكِ، ومن بين يديكِ، ومن خلفكِ، وعن يمينكِ، وعن شمالكِ، من الشيطان الرحيم)، نعم إنه بكاء بلون الفداء فقد جهزت أسماء سيدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام) لزفافها.  تزوجت أسماء من الخليفة الأول، فأنجبت له محمد بن أبي بكر (رضوانه تعالى عليه)، فوقف مع الأمام علي (عليه السلام) موقفاً مشرفاً أيام خلافته في الكوفة، فولاّه مصر وحكمها عدلاً وأمناً وشرفاً وكرامة، وكان من النفر الصالح، آتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس، كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فلما فجعت بقتله، كظمت غيظها حتى شُحبت دماً، وإستعانت بالصبر والصلاة على ما ألّم بها، لأنها أدركت أن ولدها أدى رسالته بشريانه الدامي. بعد وفاة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، تزوج الإمام علي أسماء بنت عميس، فولدت له يحيى وعون، فعاصرت أيام ولديه السبطان الحسن والحسين(عليهما السلام) فكان أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، يقول عن ولدها محمد، الذي قتل غدراً بأمر من معاوية:(فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً)،أما أمه فقد كانت نِعمَ الزوجة الفاضلة، الصالحة ليعسوب الدين(عليه السلام)، وواجهت أعداءه بشموخ وكبرياء، حتى توفيت في عام ( 40للهجرة)، وهي تحمل لوعة فراقها عن أهل البيت(عليهم السلام). 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك