المقالات

أم الدهماء من مراجع أعلام النساء

1942 2021-09-21

  أمل هاني الياسري ||   نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ طويلاً/34   كانت أصداء واقعة الطف ثقيلة الوطأة عليها، شاركت أهل البيت الهاشمي (عليهم السلام) العزاء، بعد عودتهم من الشام، فإتئمت بالإمام علي بن الحسين، سيد الساجدين وزين العابدين(عليه السلام)،إثر توليه الإمامة وبايعته، وروت عنه أحاديث كثيرة، إنها السيدة الحبشية الموالية، أم الدهماء من بني كليب بن وبرة، والدة الصحابي والتابعي الجليل، سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، من موالي بني والبة، عاصرت أربعة من أئمة أهل البيت، وهم:(علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (عليهم السلام أجمعين). الموالي هم العبيد أو الرقيق، الذين جلبوا من بلاد أجنبية وخاصة الحبشة، حيث ورثوا لوناً شديد السواد، وأعتقوا لسمو مكانتهم ووفائهم، وما يبدي عليهم من صفات النجابة، والكرم، والمروءة، والعفة، وبذلك يصبح لهم حق الإقامة، والتوطن في بلاد المسلمين أينما حلوا، لذلك وجدت في بني أسد الوالبية كرامة ما بعدها كرامة، فتزوجها جبير بن هشام الأسدي، وأنجبت شخصاً ألمعياً شريفاً (سعيد بن جبير)،فكان حافظاً للقرآن ومفسراً له، فورث ولدها سيادة قومه، لتواضعه وجميل فضائله. أم الدهماء كانت شديدة التعلق بولدها سعيد، الذي أوصته بعدم السكوت على الظلم، وتعطيل الدين، لذلك شارك في العديد من الثورات، لنصرة أهل البيت(عليهم السلام) في محنهم ومصائبهم، ودفعت به لدراسة علومهم وبيان أحكامهم، وقد أورد إبن عباس، أنه إذا جاءه أهل الكوفة، يستفتونه بمسائل شرعية يقول لهم:(أليس فيكم إبن أم الدهماء؟!)،وقد حفظت أمه أحاديث كثيرة من ولدها الصحابي، عن والده الذي كان أعلمهم بالقرآن وقتها، حيث روى عن النبي (صلواته تعالى عليه وعلى آله).  لم تذكر الكتب تأريخاً لولادتها ووفاتها، لأن الحجاج الثقفي كان من أشد أعداء ولدها، لقربه من الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وحرق كل سيرته ومسيرته، وشهد إستباحة المدينة ورميها بالمنجنيق، وثورة إبن الزبير، وشجع القراء على الثورة ضدهم، وساندت ولدها في دعوته مع التابعين، للثورة على الأمويين، فشاركت معه بواقعة دير الجماجم، التي إستمرت مائة يوم، وكان شعارها: يا لثارات الصلاة، وعند إستشهاده قال ميمون بن مهران:(لقد مات سعيد بن جبير، وما على الأرض رجل، إلا ويحتاج الى سعيد). والدة الصحابي سعيد بن جبير، كانت دهماء لشدة سوادها، ولكن بياض مواقفها وإشراقاتها المهيبة، يشع على بطون الكتب، رغم قلة المصادر التأريخية عنها، فهي قد عاصرت أربعة أئمة، من أهل بيت النبوة(عليهم السلام)، ويكفيها شرفاً أنها شاركت في نصرة المظلوم بكربلاء، دون خوف من حكم الطواغيت، وكأني بها تردد لنساء زمانها:(قضية كربلاء ليست بموت الحسين على الإطلاق، بل إنها قضية الأحياء الباقين، الذين يخافون الجبت والطاغوت، لذلك الإنتصار على الخوف، هو بداية الحكمة، والحرية، والكرامة).
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك