قاسم الغراوي ||
الزحف المليوني صوب ضريح سيد الشهداء في اربعينية الامام الحسين انما هو التاكيد على تاييد ومساندة قيم الاصلاح وحاجتنا اليها في ظل ظروف الفساد التي نعيشها ، والتي ناضل من اجلها الامام وقدم التضحيات وليس شعارات ولقلقة لسان يطالعنا بها قادة التيارات والاحزاب والشخصيات .
ان الجموع المليونية تدرك بان السلطة اليوم اخفقت في صيانة الدستور الانساني وعطلت مشروع البناء وافسدت في الارض وان من فيها لم يعزز من قيمة الانسان ويحافظ على كرامته وعطلت السلطات قوانين العدالة الاجتماعية فما بين فقير مسحوق وغني متخم وفاسد يصول ويجول ضاعت الحقوق.
ان نظرية الاصلاح ليست حبرا على ورق او تصريح بلا تطبيق او مفاخرة دون تضحيات او جهلا بما
مطلوب تحقيقه ولا كنى تطلق على اشخاص ؛ ك قائد الاصلاح ، وسيد الاصلاح ، و(حجي الاصلاح) وما الى ذلك من الصفات ماانزل الله بها من سلطان.
ان الاصلاح الحقيقي اليوم يحتاج الى التغيير والثبات والتضحية ونكران الذات والعمل باخلاص وان يكون الانسان وسيلة وغاية لتحقيق الاهداف التي من شانها ان تخدم الانسان في حياة حرة كريمة تصان فيها كرامته ويحصل على حقوقه ويحيا بعز بعيدا عن الابتزاز والخوف والقهر والظلم والتهديدات .
ان جميع ذلك لايتحقق الا بمواصلة المشروع الاصلاحي والتخطيط لتطبيقه على ارض الواقع وان تضع لبنات الاصلاح لبناء بلد وشعب طال صبره واختيار الصالح المصلح الذي يطالب بالحقوق جدير بمنحه ثقة الناخب .
ماهو الزمن الذي يحتاجه المصلحون للتغيير وماهي القيم الاصلاحية الواقعية واسباب نجاحها،في العملية السياسية العراقية ؟
الامام الحسين لم يفكر بالوقت الذي يحتاجه لتطبيق الاصلاح والنهوض به ، فهو الفقيه والامام العادل الناهض بالقيم الانسانية ، العامل بما انزل الله ، المضحي لقيم القران ، المؤمن والقائد لثورة الاصلاح الذي تربى في حضن الاسلام ، المصداق لقول رسول الله.
كل من يدعون انفسهم قادة للاصلاح هم مهزومين امام زحف الفساد وقادته . اما الفاسدين باستطاعتهم ان يخدعوا بعض الناس في بعض الوقت ، ولكن ليس باستطاعتهم ان يخدعوا كل الناس في كل الوقت .
على الناخب ان يمنح صوته لمن هو الاصلح الذي يدافع عن حقوقه بلا نفاق الشعارات وان لايبايع الفاسدين بصوته متاسيآ بقول الحسين بن علي عليه السلام فمثلي لايبايع مثله .
https://telegram.me/buratha