قاسم سلمان العبودي ||
لاايخفى على المتلقي اللبيب أن هذه الإنتخابات ستكون مهمة لدرجة ، ربما لايستوعبها البعض ، من الذين يأسوا من تغيير الحال من الدورات السابقة للبرلمان العراقي .
تأتي أهمية وخطورة هذه الدورة من مجمل معطيات نشير اليها بما يلي :
⭕ ضبابية الأئتلافات بين الكتل السياسية هي السمة الأبرز في هذه التحضيرات الأنتخابية .
⭕ الأنسحاب الإمريكي المحتمل من العراق ، أذهب ببعض الإحزاب العراقية صوب كردستان لضمان ولائها للسفارة الإمريكية ، بأعتبار أن أقليم الشمال المهد القادم لولادة ( دولة كردستان ) في حال صعود الإجنحة المقاومة للمحتل كا الفتح وحركة حقوق الشبابية ، لما تمتلكه من عمق جماهيري رافض للتواجد الإجنبي ، فضلاً عن التهديد المستمر بأقلمة العراق الجديد .
⭕ صعود محور المقاومة وأنتصاره الباهر في جبهات اليمن وفلسطين والعراق وسوريا ، فضلاً عن التقارب الكبير بين الجمهورية الإسلامية ، والسعودية ، أصبح هاجساً مقلقاً للمكونين السني والكردي ، مما ينبيء بتكوين تحالفات قادمة في حال صعود هذان المكونان بمقاعد كبيرة ، للإجهاز على القرار البرلماني القاضي بأخراج المحتل الإجنبي .
⭕ أنسحاب بعض الكتل من الأنتخابات ثم العودة صاغرة ، أعطى زخماً كبيراً للمكون السني والكردي بأستمالة التيار الصدري الذي بدأت قواعده بالأنحسار ، والكل يعلم بأن المكونين السني والكردي لم يصوتا على قرار خروج القوات الغازية من العراق ، علماً أن التيار لديه تحفظ كبير على قرار البرلمان ، مما يجعلنا نعتقد بأن هناك أجندة أمريكية تتحكم بالمشهد السياسي العراقي في محاولة لتدوير رئيس الوزراء الحالي الكاظمي الى ولاية رئاسية ثانية ( رغم أنها مستبعدة ) لكنها محتملة الحدوث .
⭕ تفكك البيت الشيعي ، وعدم الإستقرار على كثير من القرارات المصيرية ، ربما يفوت الفرصة بحصول المكون على رئاسة الوزراء ، وذلك حسب قانون الإنتخابات الجديد ، والذي يحمل بين بعض فقراته ما يمكن المحكمة الإتحادية العليا من التلاعب بأحقية المكون في الكتلة الإكبر وبالتالي أحقيته في رئاسة الوزراء والمفروض مضمونة دستوريا بحسب المواد الدستورية .
⭕ أختلاف الحزبين الكورديين في أحقية رئاسة الجمهورية ، هو الآخر شتت البيت الكوردي المتماسك في الدورات السابقة ، وذهب ببعضهم لمغازلة أحزاب الوسط والجنوب ، ناشدة الظفر بالمنصب بأعتباره حقاً كفله الدستور .
⭕ أحزاب المكون السني أيضاً لديهم تناحر على بعض الإستحقات ، قرباً وبعداً عن المحور الخليجي الداعم الرسمي للمكون السني ، والذي يتماها مع السفارة الإمريكية في مشروعها ، فضلاً عن التقارب الكبير الحاصل بين الجمهورية من جهة وبين دول الخليج من جهة أخرى ، صدع التحالف السني .
⭕ ابقاء السفارة الإمريكية على بعض التشرينين في شوارع الجنوب ودعمهم لأستخدامهم في حال صعود حكومة تتسم ببعض الوطنية لأسقاطها فيما بعد ، أسوة بحكومة السيد عادل عبد المهدي . مما يعني أن الهيمنة الأمريكية ماضية في خطتها من أجل الإستحواذ على العراق وتجربته الإنتخابية .
تبقى مسألة مهمة جداً ، وهي أخطر حلقة من مخاطر العملية الأنتخابية ، وهي عملية العد والفرز الإلكتروني المزمع وضع سيرفرات العد والفرز في دولة الإمارات العربية المتحدة .
جُل ما نخشاه هو التلاعب بتائج العد والفرز ، بتصفير بعض الإصوات ، وأضافة أخرى للخاسرين ، حسب أهواء السفارة وأدواتها . على مفوضية الإنتخابات ألا تركن للضغوط الإمريكية بنقل السيرفرات الى خارج العراق ، وأن تتحمل مسؤلياتها بالحفاظ على نتائج الأنتخابات ، عسى أن تنتج لنا حكومة وطنية تستشعر هم المواطن العراقي الذي أعيتهُ التراكمات البرلمانية السابقة .
https://telegram.me/buratha