محمد العيسى ||
عجيبة تلك الدعوات المحمومة لفصل الحشد عن الفتح ،وجعلهما كيانان مستقلان لايمت أحدهما بصلة ولو اعتباريا .
في الواقع هذه الدعوات لم تات من فراغ ،انما جاءت وفق مخطط مدروس بعناية فائقة هدفه انتزاع الشرعية من الحشد والفتح معا .
فعلى صعيد الحشد الهدف هو افراغ الحشد من مضمونه الاعتباري واعتباره كأي تشكيل عسكري ،منزوع القيم ،وخال من الالتزامات والمتبنيات ،ولاتحتل العقيدة التي قاتل بها الدواعش وانتصرعليهم مساحة واسعة من تركيبته البنوية .كما أن اسباغ الصبغة العسكرية البحتة عليه إنما يفقده عناصر القوة التي يستند عليها ،وهي الجناح السياسي الذي يمثله في قبة البرلمان والحكومة .
ولاحظنا حجم المؤامرات الكبيرة التي تعرض لها الحشد منذ تشكيله إلى يومنا هذافقد تعرض لانتكاسات عديده كادت أن تطيح به لولا وجود تحالف الفتح ..
هذه المؤامرات تأخذ احيانا شكل الحرص على توحيد الجهد الأمني في إطار وزارة الدفاع أو الداخلية بالدعوة إلى دمجه في هاتين الوزارتين ،واحيانا يتعدى ذلك بكثير بوصف الحشد بأنه مجموعة من الميليشيات الخارجة عن القانون ،بل وصل الحد إلى تسقيط قادة الحشد وممن كان لهم دورا كبيرا في هزيمة داعش ،فما بالك وانت تقرأ عبارات (صاروا كباب ) على قادة النصر بوصف المرجعية الدينية العليا ؟.
الايشعرك ذلك بالقرف؟.
عموما ليس هناك ضمانة أكيدة لبقاء الحشد على تركيبته الحالية إذا رفع عنه الغطاء السياسي ،بل ليس هناك ضمانة أكيدة لعدم تكرار ماحدث سابقا من سقوط الموصل وغيرها وربما بغداد إذا حل الحشد ،وعدم حل الحشد مرهون بوجود الفتح ككتلة برلمانية كبيرة ،وهذا الدور إنما يتحمله الناخب العراقي ،فاما ان يستسلم لإرادة أصحاب الأجندة الخبيثة ،واما أن يرفضها جميعها ،ويختار من يحفظ له وطنه ومقدساته.
هو شعار رفعه الفتح (عراقنا نحميه ونبنيه)جسد فيه كل متبنياته لغد وضاء ينعم فيه العراق بالأمن والازدهار.