كندي الزهيري ||
روج الإعلام الضال والمضل الذي يعتاش على الفتن والتحريض، والتزيف وقولبة الحقائق، وإظهار المجتمع العراقي بصورة مغايرة تماما للواقع، زيارة الأربعينية هذه السنة ،كانت متميزة عن السنوات الأخرى، ما يميزها وقوع عدة أحداث فيها ...
الأولى؛ اوضحت بصدق من هم المسلمين الحقيقيين ،الذين يتبعون دين محمد وآل البيت ( عليه السلام) ، في الوقت الذي كان جموع الشعب العراقي المقاوم والحر، ذاهب ليجدد العهد مع الامام المظلوم والمحتسب الى الله الامام الحسين_ عليه السلام _ ، كان هناك اجتماع الإسلام معاوية في(أربيل) من أجل الخضوع والذل والاستسلام لبني إسرائيل، وشيطانهم الاكبر.
الصورة الثانية؛ أوضحت موقف العراقيين من ارض المقاومين كربلاء ،بالرفض القاطع من قبل الشعب للمؤتمر الذل والهوان، ليعلن الشعب عبر الافتات والهتافات وبكلمة القطع ، وبصوت واحد باننا نحن شعب حر ابي مقاوم، نرفض منطق الذل ،ونرفض أن نعطي اعطاء الذليل، وان شعارنا دائم حتى ظهور القائم ( هيهات منا الذلة) .
الصورة الثالثة؛ منذ انطلاق المظاهرات في ٢٠١٩م ، صور الإعلام بأن الشعب العراقي تخلى عن الحشد الشعبي المقدس، في هذه الزيارة شاهدنا وامام العالم بأن الشعب العراقي لن ولم يتخلى عن حشده المقدس مهما كان الثمن.
الصورة الرابعة؛ عكس الشعب روح الإسلام من خلال التعاون والتكافل مع كافة المسلمين من كافة دول العلم، وأوصل رسالته" بأن الإسلام لا يحده مكان ولا زمان " ،وأن هذه الأرض ارض آل البيت _عليهم السلام _ ، وما نحن إلا خدام لمحبين آل البيت _ عليهم السلام _ .
الصورة الخامسة؛ اخرس الالسن التي تراهن على وقوف الشعب معها في مطلبها بحل الحشد الشعبي، ليقول الشعب كلنا حشد شعبي.
الصورة السادسة؛ اخرس الإعلام والمتراهنين على حرب شيعية شيعية ، ليثبت للعالم بأن شيعة آل البيت عليهم السلام كالبنيان المرصوص، لا يمكن تفرقتهم على أساس سياسي أو قومي ، فكل الشيعة دينهم ومذهبهم وعقيدتهم واحدة ، وهي حب الأمام علي _عليه السلام _، ولا يمكن أن يموت ذلك الحب والعشق آل بيت النبي ( صل الله عليه وآله) ...
الصورة السابعة؛ تبين حجم العدو ،وتأثيره في الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية، ليقف الإعلام العدو ومخططاته حائرة لا يجد شيء حتى يواجه به جمهوره الذي كان يعتقد بأن له دور بارز في المجتمع، لكن كربلاء عكست الصورة، وأوضحت حجم العدو الحقيقي.
ومن هنا تكشف لنا أربعينية الإمام الحسين ( ع)، كل الوجوه، التي حاولت تفجير العراق، وتدمير قوته،
وتسقط كل القنعة التي تحاول ان تسوق لنفسها عبر الإعلام، لتبين لنا حجم وتأثير هذه الشعائر في إيضاح الصورة للعالم ، وكذلك في كشف الوجوه امام الرأي العام .
وهذه جزء لا يتجزأ من عقيدة ومبدأ الأربعينية ،التي دائما تتألق فيها اسم الأمة الإسلامية، وتبين للعالم بأن هذا الدين باقي ومحفوظ برعاية الله عز وجل، ولا يمكن الاي فكر ضال ومنحرف ان يؤثر فيها أو يشوه صورة إسلامنا الحنيف .