المقالات

عند نشوب صراع بين الفَيَلَة يذهب العُشب ضَحِيَة


   * د. إسماعيل النجار ||   في ساحات الكبار لا مكان للأقزام، وفي منتديات الفكر والثقافة لا مكان للجاهلين، وعندَ صراع الفَيَلَة يسقط العشبُ ضَحِيَة. [ تماماََ هذا ما يحصَل اليوم في أذربيجان، حيث إختلطَت الأمور على رئيسها إلهام علييف بعدما وقفَ أمام مرآةٍ أميركية إسرائيلية صَوَّرَت له نفسهُ خُلاف واقع حجمهِ الطبيعي بزيادة عشرات الأضعاف. علييف الحاكم بأمر الله في أذربيجان الجارة العقائدية لإيران، يخطئ التقدير سياسياََ إتجاه الجمهورية الإسلامية، ويحاول أن يقفز إلى مسافات أبعد من ما تسمح له قدرته على ذلك بعدما أقنعتهُ واشنطن وتل أبيب وأنقَرة بأنه أسد ضخم وليسَ هراََ صغير الحجم؟ ودفعت بهِ إلى إستفزاز إيران والإعتداء عليها وتهديد أمنها من خلال السماح للكيان الصهيوني بإنشاء قاعدتين عسكريتين له على أراضيه في مناطق محاذية على الحدود مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف التجسس عليها وجمع المعلومات وشن هجمات وتخريب أمنها الوطني. *السلطان العثماني الجديد رَجب طيب أردوغان إغتَرَّ أيضاََ بقوته وإنخدعَ بصمت طهران عن تصرفاته وتجاوزاتهِ داخل سوريا والعراق وظَنَّ أن ما فعله في البلدين العربيين الشقيقين سيكون نسخةََ متطابقة عن ما سيفعله من داخل أذربيجان ضد إيران بعدما نقلَ أعداد من الإرهابيين من سوريا اليها بحجة محاربة أرمينيا وهذا الأمر رفضته طهران بشدة، فدعىَ باكو إلى إجراء مناورات مشتركة في منطقة نخجوان تبدأ يوم (الثلاثاء ٥ سبتمبر) وتستمر لثلاثة أيام تحت إسم (أشقاء إلى الأبد) بعدما جمعتهم مصادفة العداء مع أرمينيا.  **طهران إعتبَرَت المناورة رسالة أذرية تركية مشتركة رداََ على مناورات يجريها جيشها تحت عنوان (فاتحوا خيبر) الأمر الذي يدفع بالمراقبين للتساؤل عن سبب هذه المناورة في هذا الوقت بالتحديد، وعن خلفياتها من الجهة الأذرية التركية وإلى أين ستُفضي؟  بينما إسرائيل وأميركا يدفعان بالأمور نحو التوتر في الحديقة الروسية الخلفية، وطهران تحذر باكو من اللعب بالنار، فهل تدفع واشنطن وتل أبيب، تركيا وإيران إلى المواجهة أم أن الأمور ستؤول إلى تفكيك القاعدتين الصهيونيتين كَون إيران مُصَمِمَة على ترحيلهما ولن تتراجع. **الموقف الروسي غامض جداََ فيما يجري رغم تأثيره السياسي السلبي عليها ورغم معرفتها المسبقة بأهداف الحركة الأميركية الصهيونية على حدود البلدين التي تمتد لسبعمائة كلم، وتكتفي بإيصال الرسائل الإيرانية التحذيرية.  وكانت باكو قد فرضت رسوماََ على مرور الشاحنات الإيرانية التي تعبر منطقة ناغورني قاراباخ بإتجاه أرمينيا وثم أقفلت الممر الذي سيطرت عليه عندما أشتعل الصراع العسكري مع ارمينيا بداية هذا الصيف.  **الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى لسان كبار قادتها أكدوا عدم تهاونهم فيما يخص أمنهم القومي وأنهم لا زالوا ينتظرون خطوة جدية وحاسمة من باكو بخصوص الممر الوحيد لطهران الى اوروبا، وسحب القواعد الصهيونية من البلاد، وأكدَ ذلك وزير الخارجية أمير عبداللهيان في أكثر من مناسبة، وفي حال استمر التعنت الأذري على حاله فأن آخر الدواء سيكون الكَي، والعمل العسكري سيكون آخر الحلول المنتظرة من طهران، والذي إن حصل لا أحد يستطيع تقدير الموقف، أو حجم النار أو العمق الجغرافي الذي ستتوقف عنده آلة الحرب الإيرانية؟  لذلك على باكو الإسراع في سحب فتيل الأزمة عبر طرد الصهاينة من أراضيها وفتح المعبر امام حركة النقل البرية الإيرانية وإلَّا؟؟؟....     * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت   5/10/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك