ناجي امهز ||
هذه الرواية سمعتها من الأستاذ طوني شمعون قبل عقدين تقريبا، وهو نقلها لي عن لسان الرئيس الرحل كميل شمعون، وبالرغم إني لم أجدها في الانترنت، الا ان فيها عبرة مهمة للغاية وانا اكتبها لمن يعمل بمجال السياسة،
كان من عادة ونستون تشرشل أشهر رؤساء حكومات بريطانيا العظمى، ان يحتسي الشاي عصرا في أحد مقاهي لندن، كون الشاي جزءًا أساسيا من حياة الشعب البريطاني اليومية، يحتسونه في استراحاتهم وأثناء يوم العمل ويستمتعون به في حفلات الشاي، وهم يرتدون الأزياء الرسمية، بالطبع الجاكيت ورابطة العنق للرجال، في أفخم فنادق لندن.
وذات يوم اقتحم رجل بسيط الثياب طاولة ونستون تشرشل وهو متأبط ملفا، وجلس دون استئذان وقال لتشرشل، سيدي اريد ان اسوق لمؤسستي الصغيرة المختصة ببيع الشاي، وقد تباحثت انا وزوجتي وأكدت ان نجاح مؤسستنا المتواضعة هو ان نختار اسم شخصية كبيرة كماركة لها، ولم نجد شخصية أشهر من اسمك بعالم السياسة وتاريخ مملكتنا العظمى، فان امكن ان نضع اسمك على منتوجنا من الشاي الفاخر واللذيذ، وانا مستعد ان ادفع الفان جنيه استرليني.
فنظر اليه تشرشل وقال بكل بهدوء هل حقا تريد ان تضع اسمي على علبة شاي، وانا الذي قدت بريطانيا للنصر بالحرب العالمية الثانية.
فارتبك الرجل وقال يا سيدي انا مستعد ان ادفع ثلاثة الاف جنيه إسترليني، مع الشكر الكبير لتضحيتك بسبيل انقاذ مؤسستنا.
فابتسم تشرشل وقال يا عزيزي انا غيرت خارطة أوروبا والعالم، هل تعتقد باني اقبل ان يوضع اسمي على منتج الشاي.
فوقف الرجل ووضع الظرف على الطاولة، وقال يا سيدي هذا كل ما نملكه وهو عبارة عن مبلغ قيمته خمسة الاف جنيه إسترليني.
فاخذ تشرشل الظرف ووضعه تحت سترته، وقال لكن رجاء لا تكبر الاسم كثيرا، بل اكتبه بأحرف متواضعة وصغيرة الحجم.
في اليوم الثاني نشرت كبريات الصحف البريطانية بالمانشيت العريض، تشرشل يبيع اسمه بخمسة الاف جنيه إسترليني،
فما كان من تشرشل الا انه رد قائلا، عندما كان يفاوضني تاجر الشاي على اسمي، لم اكن افكر كم سيدفع او ماهي المؤسسة، بل كنت افكر بماذا ستكتب الصحافة، وبما اني اعرف كيف سيكون عنوان الصحف، قبلت لاخبركم امرين
الأول: ان كل سياسي ليس له ثمن، لا يصلح بالعمل السياسي، لأنه لا يوجد للسياسة مبادئ.
وثانيا: ان كنتم صدقتم اني بعت اسمي بخمسة الاف جنيه، فحتما انتم صدقتموني عندما قلت لكم عندما خسرت الانتخابات، ان الانجليز يعرفوا اني قائد حرب ولست سياسيا .. ويبدو انهم يريدون بناء دولة لا ان يخوضوا الحرب من جديد.
انشر لكم هذه القصة مع اني لم أتأكد من صحتها فهي ليست منشورة باي مكان على الانترنت، لأخبركم شيئا باني طالعت اكثر من ثلاثمائة كتاب سياسي، وجلست مع النخب السياسية، وتعلمت الكثير عن فن السياسة، لكن صدقا لا اعرف ماذا أقول لكم عن غالبية السياسيين في وطني، ولا اعرف ماذا يريدون او كيف يتصرفون، لكن افهم ان هكذا شعب يستحق هكذا سياسيين.
https://telegram.me/buratha