د.علي الطويل ||
اليوم سنتحدث بكثير من الصراحة والنقد البناء النابع من الحرص على مسيرة الخط الجهادي المقاوم ، وقد يزعل البعض مما سيقال ، ولكن من حقنا نحن الحريصون على هذا الخط الجهادي الذي بذل فيه المخلصون جهودا كبيره ، واريقت لأجله دماء الشهداء وأسس بفتاوى العلماء واعطي دورا من اشرف واسمى الأدوار وهو الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل. والتمهيد لظهور الامام عج ، فمن حقنا ان نتحدث بعبارات صريحة وكلمات واضحة نعبر فيها عما يدور في قلوبنا ،لأجل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
ان ما جرى في هذه العملية الانتخابية فيها تقصير واضح جدا تتحمله القيادات قبل غيرها ، ولا يمكن ان نرمي الأخطاء على عوامل أخرى فقط، ففي كل دورة انتخابية هناك تقصير ولكن هذه المرة مقدمات العملية التي ادت بنا إلى هذا التراجع لا تتحملها القيادات الوسطى ولا الماكينة ولا الجمهور فقط، لكن القبول بالكاظمي والقبول باملاءات من كتل سياسية أخرى، والقبول بقانون الانتخابات ، والقبول بالعد والفرز الإلكتروني هي قرارات قيادية كانت سببا متقدما لما جرى في الانتخابات الاخيرة ،
وعملية التزوير في هذه الانتخابات لايمكن نفيها، وقد حصلت كذلك في كل الدورات الانتخابية السابقة، وان كان التزوير في هذه الانتخابات ليس أوضح من الانتخابات الماضية التي شهدت حرق الصناديق التي تحتوي على أوراق التصويت للناخبين، ومعلوم لدى الكثير ان من تورط فيها هي الجهة نفسها التي زورت الانتخابات في هذه الدورة، وكذلك التدخل الخارجي أيضا واضح في كل الدورات الانتخابية ،ولكن الغير واضح هو سبب السكوت على هذا التزوير ،وعدم الاعتبار من الأخطاء الكارثية التي تحصل مع كل دورة انتخابية ،
فهل كان الجمهور سببا للتراجع فقط ؟ نحن نعتقد ان الجمهور أدى ماعليه ولم يقصر مع كتله السياسية وأن كان هناك عزوف فهو نسبي ،
هل الخلل بنوعية وعدد المرشحين ؟ فنقول ،نعم ، ولكن هذا نسمعه في كل دورة ويتكرر ذات الخلل في الدورة التي تليها أيضا ،
هل السبب بالماكينة الانتخابية ؟ اذا كان الجواب نعم فالماكينة الانتخابية في كل دورة توجه إليها الانتقادات ،ويشخص التقصير في عملها ،ويرمى عليها او بسببها أغلب الأخطاء، دون أن تعالج هذه الأخطاء في الدورات التي بعدها ، واسمحوا لنا ان نكون أكثر وضوحا لنقول ان معظم الخلل ليس في هذه العوامل وإنما الخلل في القيادات العليا والوسطى في الفتح ، لان الجمهور ينظر لطبيعة خطاب قيادته ، وينتظر توجيهها ،والمرشح لا يفرض نفسه على احد وإنما يتم انتقائه وفق معايير يتم مصادقة القيادة عليها ،
والماكينة الانتخابية تقررها القيادات ولا تعمل الا بتوجيه قياداتها ،لذلك وفي ضوء هذا الايضاح ، فلابد من مراجعة داخلية قاسية للفتح ، ومراجعة كل الأخطاء السابقة في الانتخابات والتحالفات والقرارات الغير مدروسة التي كانت سببا لهذا التراجع الكبير ، واكبرها قرار القبول بقانون الانتخابات الحالي وقضية الأجهزة وطبيعة عملها ،
فدور هذه الحركات الجهادية دور لا يمكن ان يسمح بالأخطاء الاستراتيجية ،لأن مهمتها من أعظم المهام كانت سابقا والان ومستقبلا ، ودورها من أعظم الأدوار في حركة تاريخ الاسلام والعراق على مدى المستقبل وكانت كذلك سابقا وحاليا ، واستمدت دورها هذا من جهاد الشهيد الصدر والشهيد الحكيم ، ولا يجب ان تكون القرارات محتكرة او الاراء مصادرة ، أو خاضعة لمزاج احد لان ذلك سيضر حتما بمستقبل هذه الطائفة ، لذلك فلابد من مراجعة صريحة وواعية ، ومحاسبة دقيقة وبلا مجاملة ، وإعادة تقييم الأدوار والسلوك من أعلى الهرم إلى الحلقات الدنيا ،وهذا يجب أن يكون في داخل كيانات الفتح منفردة ، وتقييمها مجتمعة كذلك ،وإعادة تصحيح المسار من جديد والا فلا يمكن النهوض مجددا في حال توالي الهزات والصدمات.
https://telegram.me/buratha