ناجي امهز ||
استيقظ شعب كذبستان على خبر صادم وهو ارتفاع سعر المحروقات بمقدار ستين ألف متليك (المتليك عملة كذبستان_ وكل دولار يساوي كيلو من عملة المتليك)
والارتفاع المفاجئ بأسعار المحروقات، شل البلد فتوقف النقل، وارتفع سعر الرغيف، وانقطعت الكهرباء المقطوعة أصلا، وانتفضت الحيوانات بسبب الجوع حيث عجز المزارعين عن تامين الاعلاف، وتوقف شعب كذبستان عن تدخين النرجيلة حيث لم يبقى غاز.
وامام هذا الامر الجلل قرر شعب كذبستان ان ينتفض امام قصر الزعيم، فتجمهر شعب كذبستان، بثيابهم المرقعة واحذيتهم التالفة المهترئة، غاضبين على هذا الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات والناس على أبواب فصل الشتاء.
واخذ الشعب يهتف ويصرخ امام قصر الزعيم، وبعد صراخ وزعيق وشق ثياب ونتف شعور بعضهم، ورفع شعارات، لأكثر من خمس ساعات في البرد القارس تحت المطر، خرج الزعيم على شرفة قصره وهو يرتدي معطف النوم والخادم حاملا شمسية تقيه المطر، ففوجئ الزعيم، بالحضور المعترض، فسائلهم ماذا تفعلون هنا وكم لكم من الوقت وأنتم تحت المطر، فتقدم احد المتظاهرين وصرخ باعلا صوته لنا خمس ساعات نتظاهر تحت المطر، فابتسم وقال للمتظاهرين، اعتذر لم اسمع اصواتكم فانا جالس بالداخل امام الموقد اقرا كتاب كيف تلعب بالشعب، وكما تعلمون فان زجاج المنزل عازل للصوت لذلك لم اسمع اصواتكم، ماذا تريدون يا شعبي المحب.
فصرخ شعب كذبستان بصوت واحد، لماذا رفعت أسعار المحروقات،
أجاب الزعيم بهدوء، ابني حبيبي يريد ان يشتري يخت وطائرة اسوة بابن الزعيم في البلد المجاور، فوجدنا ان أفضل طريقة لتامين أموال سعر اليخت والطائرة ان نرفع سعر المحروقات، ام انكم ترتضون ان يكون ابن الزعيم المجاور لديه يخت وطائرة خاصة وابني ليس لديه.
فاخذ شعب كذبستان، يبكي بكاء شديدا، على فقر ابن الزعيم،
وقال شعب كذبستان بصوت واحد، لا تؤخذنا ان أقلقنا راحتك، وعرضناك للبرد، لكن لنا رجاء عندك أيها الزعيم انه في المرة القادمة عندما تريد ان تشتري أي شيء لابنكم او ابنتكم او حتى كلبكم، لا ترفعوا سعر المحروقات مرة واحدة بل قسم السعر على دفعات.
فاعتذر الزعيم من الشعب، وقال لهم إذا سنرفع سعر المحروقات مائة ألف متليك، انما على دفعات، يعني كل أسبوع خمسة وعشرين ألف متليك.
فهتف الشعب بروح الزعيم، وشكروه على الانصات لأوجاعهم، ومعالجة همومهم، وانتهت التظاهرة.
https://telegram.me/buratha