محمد العيسى ||
منذ انطلاق الفتوى المباركة بالجهاد الكفائي ،كان شباب الحشد وشيبته يقدمون تضحيات جسيمة قل نظيرها في التاريخ المعاصر ،فكانوا يتسابقون إلى الموت وكأنهم في حفلة عرس إدراكا منهم بوجوب التصدي لعصابات الموت والجريمة ،لم يكونوا قط يطمعون بجاه أو منصب ،بل كانوا يطلبون الموت طمعا بلقاء الله واحساسا منهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم في الدفاع عن الوطن والمقدسات .
اتهموا بكافة الاتهامات ،بالسرقة والتبعية لبلدان أخرى ،وبانهم ميلشيات إرهابية ،لكنهم لم يكترثوا لكل ذلك ،وواصلوا طريق الانتصارات ،وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
والغريب أن الإعلام الذي كان يوجه بوصلته باتجاه دعم الإرهاب كان لإيجد آذانا صاغية فيما مضى ،لكن هذا الإعلام بدأ متسيدا للموقف في الوقت الحالي ،فاخذ الناس يرددون مايتحدث به هذا الإعلام بكل ثقة وطمأنينة إذ أنهم بلعوا الطمع بكل بساطة وأصبح الآخرون مثل الببغاوات يرددون أكاذيب هذا الإعلام وتخرصاته.
ومع كل حادث ارهابي تزهق فيه أرواح الأبرياء كان هذا الإعلام المعادي يترك المجرم والارهابي الذي نفذ الجريمة ويتوجه باللوم والتفريع للحشد ،بل باتهام الحشد بارتكاب هذه الأعمال الإرهابية ،بوصفهم أن الميليشيات هي من ارتكبت هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة .
أننا أمام مخاضات عسيرة يمكن أن يحدثها هذا الإعلام المعادي ،لا لاجندته التي يحملها ولكن لتصديق البسطاء من الناس به.
وهكذا يفعل الإرهابيون فعلتهم ،فلاتكون محل إدانة للآخرين ،بل أن المدان على الدوام هو الحشد.