كندي الزهيري ||
منذ ان خلق الله عز وجل البشرية؛ إلى يومنا هذا ،صراع دامي بين الخير والشر، صراع ذهب ضحيته ملايين الناس، ولم يبقي حجرا على حجر ،كل شيء نسف ودمر، المحرك الشيطان والقاتل انسان والمقتول انسان، فأصبحت البشرية العوبة بيد الشيطان!، تميل حيث يميل ، ضربهم في انفسهم ،فأصبحوا له عبيد.
عميت بصيرتهم وبصرهم، ما جاءهم صالح إلا وقتلوه، وما نصحهم عبد إلا وفسدوه. واشتدت حربهم؛ فما بقية عقل نير إلا وإطفاؤه ، ولا قلب سليم إلا وافسدوه، وإلى هذا اليوم قتل وتنكيل بعباد الله عز وجل.
ان البشرية ضائعة في ظلمات الطريق المادي، الذي رسمه لهم الشيطان ويده الفاسدة، جعل من الإنسان يلهث وراء الفاني، ونسى بأن هناك عالم ابدي سرمدي.
ان العالم الذي أسسه ابليس وجنوده، عالم زائف دموي، اساسه قائم على الحقد، وجدرانه قائمة على الخداع، وسقفه قائم على اتباع الهوى.
اليوم نشاهد ونسمع انين البشرية، مما تعانيه من قتل وسلب ونهب لعدم وجود عدالة، كل ما تم بنيانه يوضع له قانون، يعتمد على الفوارق التابع والمتبوع ربع أغنياء، وثلاثة ارباع فقراء، حتى يسهل عملية جرهم إلى مستنقع ابليس، تحت عنوان ( الحاجة ).
ان النظام العالمي الذي تكون بعد الحرب العالمية الثانية، والمهيمن عليه امريكا والصهاينة قد انتها، نلاحظ بأن القطب الواحد أصبح من الماضي ، فأصبح هناك أقطاب متعددة في العالم ،وأن صح التعبير تشظى النظام العالمي ،وها نحن نشاهد موته سريريا، ولا بد من ان يقتل نفسه بيده ،ليولد بعد ذلك نظام عاموده العدل الأهي، فيحكم الصالحين بدولة يعز بها الإنسان، وتعيد كل شيء إلى موضعه الاصلي، حكومة لطالما تمنى الانبياء والرسل والصالحين والفقراء ان يروها .
ان حكومة إبليس المحتضرة تقوم على أساليب ثلاثة ، في مواجهة التحديات وهي:-
الأسـلـوب الأول : إن أهل الباطل يسعون جاهدين لإفشال مبادئ أهل الحق ، بالتضليل والخداع والتزوير لتهديم بُنى الحق ، القائمة على المبادئ الصحيحة ؛ ويوظفون جيوش من المفكرين والمثقفين والكُتابّ، وهذا لو حققنا النظر فيه نجده جلي في واقعنا المعاصر ، فهم يقودون المجتمع للدنيا وأهلها ويحثوهم بشكل مباشر وغير مباشر للإعراض عن مبادئ الدين الحق...
الأسـلـوب الثـانـي : تحطيم رجالات أهل الحق تحطيم نفسي بحسب التعبير المتعارف يستخدمون ''الحرب النفسية'' لإسقاط رجالات الحق، حتى يصيبوهم بالهزيمة في نفوسهم، فاذا كُسر المثل الأعلى للإنسان في عينه وقلبه ينهدم نفسياً، فلذلك ترى استمرار الضجيج ضد الانبياء و الأولياء والعلماء الربانيون والمؤمنين الصالحين، ويتم التمجيد بالرياضي والمغني والشاعر !، فكل أهل الدنيا نجوم وأهل الحق عليهم علائم استفهام وتشويه وتشويش والفاضل لا يحتاج لمثال....
الأسـلـوب الـثـالـث : التصفية ؛ إذا تمكنوا من تصفيتهم كشخصيات المكانة والجلالة يسقطوها من القلوب فبها ، وإلا فالتصفية الجسدية موجودة لذلك أكثر الانبياء والأولياء ماتوا قتلاً حتى رسول الله (صل الله عليه وآله) القرآن الكريم يشهد بأنه قتل...
فهذه الأساليب الثلاث تكشف عن الجحود في قلب هؤلاء واستضعاف واستصغار لشأن الحق وأهله ، فالاستهزاء هو السلاح الحاكم في كل هذا الصراع .
لكن سينتهي هذا التنظيم الدموي الشيطاني ،عن قريب ولا شك بذلك ، ليس فينا خباله حتى ننكر وعد الله عز وجل ، الذي توعد بإقامة دولة الحق دولة العدل الأهي، البشرية تنتظر جيلا بعد جيل على أمل ان تدرك ذلك الزمان ،زمان إقامة دولة العالمية الكبرى، دولة لا حزن ولا ظلم ولا تعسف ولا طبقية فيها ،دولة تعز الإنسان وتحمي كرامة، نعم انه العالم الفرح والسرور عالم خالي من الاوجاع خالي من الأمراض عالم حر ، هذا وعد والله لا يخلف وعده، فصبرا صبرا ان موعدنا غدا مع هذه الدولة الكريمة ان شاء الله ...