منهل عبد الأمير المرشدي ||
· اصبع على الجرح .
في ثورة مفبركة وغيرة مفتعلة وكبرياء زائف وسيادة مصطنعة ثارت ثائرة آل سعود المهزومين في اليمن وتهستروا واستهتروا وسحبوا سفيرهم من لبنان وطلبوا من السفير اللبناني مغادرة بيروت كرد فعل مفتعل فاشل على تصريح الإعلامي اللبناني جورج قرداحي وصف فيه الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن منذ سبع سنين بالحرب العيثية .
كبرياء السعودية العظمى وقيمتها وقامتها وسيادتها وسترها وعرضها وشرفها لا ولم ولن يسمح أن تتعرض للمّس أو اللمس او الخدش او التجريح او التنبيش او الإشارة او التلميح حتى لو كان بتصريح من السيد قرداحي قبل عدة اشهر وقبل ان يكون وزيرا للإعلام في الحكومة اللبنانية . !!!
السعودية التي مرّغ الرئيس الأمريكي االسابق ترامب اسمها وكيانها وملكها ومملكتها وسيادتها ووجودها بالوحل والخزي والعار في إهانات متتالية على المنصات بين مؤيديه وفي تصريحات معلنة وهو ييستهزء بالملك سلمان ويحتقره بل انه وصف الحرب على اليمن بالفلم المرعب وقال بالنص ( قلت للملك سلمان ان لم تدفع ما اريد من الأموال وتركناكم فسوف لن تبقى مملكتكم في الحكم اكثر من اسبوع واحد ) .
ولم نسمع لهم صوتا ولم نرى لهم ردة فعل وكأن شيئا لم يكن وبراءة العار في عيونهم.
السعودية التي أوقفت واردتها من الفواكه والخضر من لبنان وأمرت السعوديين ان لا يسافروا الى لبنان لإن السيد جورج قرداحي وصف الحرب على اليمن بالعبثية هي ذاتها لم تنطق ببنت شفة حين وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحرب في اليمن بـالعبثية ودعا الى انهائها ولم نسمع منها شيئا حين وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الحرب على اليمن بالحرب العبثية ولم نرى منها ردة فعل ضد تسمية منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان تلك الحرب بالحرب العبثية !!
فما عدا مما بدا ؟؟
المشكلة ليست في التصريح ولا في الإعلامي النبيل قرداحي .
انما مشكلة آل سعود المصابة بجنون العظمة الفارغة لأطنان الدولارات في خزينة النفط والتي طوعت لها القوى العظمى وتحاول فرض سطوتها وسيطرتها الدول العربية وخصوصا دول الجوار وما فعلته في اليمن الا برهان على ذلك أما لبنان الذي يعاني من التفتيت والضعف والتشظي بسبب النظام السياسي الطائفي الذي تأسس بإتفاق الطائف بعد الحرب الأهلية حتى صار رئيس الحكومة اللبنانية لا يستلم منصبه الا بمصادقة سعودية ورغم ذلك شاهدنا كيف قام محمد بن سلمان بإعتقال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وهو ضيفا لديهم في الرياض ليلزمه بعد ذلم بتقديم استقالته بشكل مفاجئ من السعودية فكانت عملية اختطاف للحريري المطاوع لهم والذاعن لإرادتهم وتجاوز على سيادة لبنان وكل الأعراف الدولية.
السعودية التي تأبى على لبنان ان يكون له موقف او رأي مستقل في الجامعة العربية من الأحداث الدولية لا تتحمل ان يكون في حكومة لبنان من يمتلك ارادته ويدلي بقناعته حتى ولو كان ذلك قبل ان يكون وزيرا فكيف بالسيد جورج قرداحي المسيحي في الديانة العربي في القومية المهني في الإعلام الراقي في ثقافته وانسانيته ومعرفته والذي عرفناه وعرفه العالم أجمع عاشقا للإمام علي بن ابي طالب صادحا بصوت الحق قريبا في الفكر والأخلاق والثوابت من حزب الله ومحور المقاومة .!!!
العجيب الغريب في الأمور وفي القضية هو هذا التهافت الرخيص من بعض مشايخ الخليج في الكويت والبحرين وبؤرة التطبيع الصهيوني في الإمارات في اتخاذ ذات الموقف السعودي الرخيص ضد لبنان بل حتى في لبنان من الرئيس الحريري المخطوف والمعتقل والمهان وكل من ينضوي للأسف تحت طائفة اهل السنة!!!.
والمشكلة ليست هنا فقط انما فيما يخصنا نحن في عراق المبتلى بحثالات الفساد والفاسدين فلا موقف لحكومة تنصف الحق وتقف مع لبنان ولا صمت لأفواه النعيق وساسة داعش الذين يلهثون وراء نفايات التطبيع حيث اعلنوا تأييدهم للملكة الشر في السعودية فحرشهم الله جميعا مع سلمان وابن سلمان يوم الحشر والميزان.
تحية اكبار وإجلال للإعلامي النبيل والإنسان الإنسان الإنسان الأستاذ جورج قرداحي ولكل من وقف معه والخزي والعار لآل سعود ومن يؤيدهم ويقف معهم .
https://telegram.me/buratha