حسن كريم الراصد ||
عدة سيناريوهات محتملة ومطروحة امام الاطار التنسيقي الذي اكتسب ريادة واهمية يدرك الجميع ان لا يمكن تجاهلها بعد ان اتفق الجميع ان لا يمكن تجاهل الاجماع الشيعي حتى وان حصلت على ثلثي المقاعد في البرلمان . فاي حكومة تشكل دون مباركة هذا الاجماع ستكون عرجاء مصيرها التعثر عند اول عقبة .
وهذا ما اقرته كل مراكز النفوذ ومرتكزات القرار في البلاد . فالنجف تدفع باتجاه ذلك وقد اوحت بطريقة ما الى السيد الصدر بأن الاعتماد على عدد المقاعد لن يمكنك من تشكيل حكومة وان تقديم التنازلات داخل البيت سيمنحك قوة وهو افضل من تقديم تلك التنازلات خارجه وانت في كل الاحوال ستقدم تلك التنازلات . وبالتالي فان الصدر اذعن لذلك وعزم على كسر الجمود وايجاد منفذ في جبل الانسداد الحاصل اليوم . ولكن ليس هذا نهاية المشكلة .
فالفتح لا يريد تكرار تجربة قبل عام وهو مازال يشعر بالمرارة من تجربة المنتفجي وكيف اطاح به الصدر رغم انه من رشحه ونصبه . والصدر في حيرة من امره وهو المؤمن بقاعدة ان لا رئيس وزراء صدري مهما كانت الضغوط من تياره ورغم انه وعد بحاكم قح لغرض تحفيز جمهوره للذهاب للصناديق ليس الا . وقد رشح الصدر قائمة باربعة مرشحين بينهم جعفر الصدر الا ان ذلك لمجرد الديكور وان مرشحه الحقيقي الذي سيدعمه ويتمنى امضاؤه هو حيدر العبادي .
فالصدر يعلم ان الوضع شائك وان اي حكومة غير قادرة على تحقيق ما يطمح به الجمهور من تقديم خدمات والنهوض بالاعمار والقضاء على الفساد وهو لا يريد التخلي عن موقعه كمطالب بالاصلاح ولا يمكن ان يشكل حكومة بمباركته ودعمه المباشر ثم وبعد اشهر يتهمها بالفساد او البرود في مواجهة الفساد..
اذن فالسيد الصدر يريد من الاطراف الشيعية ان تتورط معه بتسمية وتشكيل الحكومة على ان يبقى هو الماسك بقبضة الدفة وليس غيره ارضاءا لقاعدة ان لا حكومة تشكلت الا بارادته .. امام هذه الارادة يقف الفتح حائرا امام خيارات جميعها مر غير مضمونة عواقبه .
فالعامري يقولها علانية : لن تتكرر عملية المشاركة مع الصدر في تشكيل حكومة سيسقطها بعد اربعة اشهر ولا اظنه سيشارك حتى بوزراء في الحكومة المقبلة لكيلا يتحمل وزر اخطاءها وللصدر مكاسبها كما حدث مع المنتفجي ولكنه لا يتخلى عن دوره في الضغط باتجاه عزل الكاظمي وعدم الايتاء بعميل اخر يناصب الحشد وايران العداء وذلك ما تتفق به وبتفاوت معظم مكونات الفتح وان كانت اطراف الحشد ترغب بالمالكي وترى فيه الحل الامثل لهذه المرحلة بعد ان جرب المستقل الذي يبقى ضعيفا سيهتز كرسيه عند اول زوبعة في ساحة التحرير.
اما السيد الحكيم فالرجل اصدر قراره واخبر انصاره ولو ضمنا بانه سيقوم بجرد مراجعة قد يستغرق سنوات وهو المعروف بجرأته على اتخاذ قرارات والقيام بانعطافات حادة قد تستلزم الهدم واعادة البناء وذلك متوقع ومفروغ منه عند من يعرف الحكيم عن كثب . فهو لا ييأس وان احبط ولكنه لا يتوقف ..
بقي لاعب رئيسي فعال ومؤثر بتمثل بالمالكي الذي عاد للواجهة يهيمن على ثلث مقاعد الشيعة لينتعش عنده امل العودة للسلطة . فالمالكي غير مرفوض من الفتح ان استلزم الامر الاختيار بينه وبين مرشح تدعمه السفارات الغربية والخليجية .
وهو مقبول من نسبة كبيرة من المكون الشيعي ان اعتبرنا نتائج الانتخابات الاخيرة هي الحكم والمقياس اضافة الى عدم وجود فيتو امريكي او ديمقراطي على اقل تقدير وكذلك عدم ممانعة طهران لعودته لدورة ثالثة .. ولا اظن ان الصدر سيرفضه رفضا قاطعا اذا ما منحه ما يتناسب مع مقاعده باعتبار تخليه عن هرم الوزارة .
فالصدر ليس لديه ايدلوجيات ثابتة بل انه يؤمن بالمكاسب الانية التي تؤهله للبقاء مؤثرا قويا في المشهد .. بالنتيجة فان الصدر لن يقدم مرشحا وان فعل فلاسقاط الوعد الذي قطعه لجمهوره .. والفتح لا يرغب بدعم مرشح معين ولا يرغب بتكرار تجربته المريرة مع المنتفجي والصدر .
الحكيم سيتوجه لاعادة ترتيب اوراقه وليس لديه استعداد للمشاركة بالحكومة المقبلة . والمالكي لديه الرغبة الشديدة وهو ينتظر ان يكون مرشح ازمة ويأمل ان يعود له الفرقاء بعد ان يتمكن منهم العجز في فتح ثغرة في جدار الانسداد الصلب ...
https://telegram.me/buratha