أ د جهاد العكيلي ||
لا يختلف إثنان على ما يحدث في العراق من وقائع وأحداث سجلت ضمن سلسلة من الأحداث المجهولة، في واقع الأمر أن هذه الحالة متأصلة في الواقع العراقي القريب والبعيد سواء أكان ما يخص السياسة العامة أو الوضع المعيشي للبلد ، إذ إن التاريخ عبر حقب زمنية مختلفة يسجل أحداثا كثيرة من أنقلابات ، واغتيالات، ومصائر بشرية مجهولة، وأموال مهدورة، وغيرها...
فكل هذه الأمور تداخلت في قائمة المجهول ولا نعرف مَن يقف وراءها ، حتى أصبحت جزءا مهما من تاريخ العراق غطاها غبار الزمن، وتركت وراءها إرثا من التكهنات للمفسرين التي شغلت أذهان القرّاء والمدونين من دون أن يمسكوا أطراف الحقيقة للأحداث المهمة في العراق.
ويقينا أن المجهول طارد العراقيين وأخذ أحلامهم إن لم تكن أرواحهم. هذا الفهم الذي دخل قاموس السياسة العراقية بشكل واضح بعد عام ٢٠٠٣ وأصبح متعدد الجوانب والأوجه وعلى كل مفاصل الحياة من دون أن يعرف العراقي أجوبة للأسئلة المحيرة وراء هذا الانكسار والدمار... مصادر مالية ضائعة ً! وأراضي يملكها كل من هب ودب! ذاهبة بجيوب ساسة وشركات من دون أن نعرف إلى من...؟ ومتى....؟ وكيف..؟
حدث ذلك. فقد أصابت البلاد، وقتلت العباد، وانتفخت بطون بعضهم من مال وجاه وآخرون اضمرت بطونهم من الجوع والمرض والحرمان. وإن كانت هناك أجوبة لبعض الحالات منها فهي لا تتعدى التخمينات والتوقعات لردود الناس وأرائهم التي لا تجد أجوبة كافية للأسئلة المحيرة، الأمر الذي شغل المواطن عن مستقبله ومستقبل بلده، بأجوبة مفقودة من القرائن والدلائل. التي يصح أن نقول عنها، بأنها
إصبحت ملهاة للناس ليتنفسوا بها عن همومهم فاتحة بذلك باب ( عالم المجهول ) الذي ينتهي إليه كل القضايا والأحداث حتى يسدل عليها الستار.
ولهذا حال العراق والعراقيين عبارة عن مسرحية فصولها تنتهي باحداث غامضة فعلى الشعب أن يجد لها الإجابة .
َوفق هذا المنظور عملت السياسة العراقية المتعددة الأطراف والقوى التي تكثر من تصريحاتها وتختلف في أداء واجباتها، متهمة بعضها بعضا ، مشرعة لقوانين صارمة وتفعل بالضد منها، وتعلن عن محاربة الفساد ويظهر الفساد من أبواب أخرى ، وعندما يسأل المواطن بذلك السؤال المحير ( لماذا.؟ )، يكون الجواب (المجهول هو سيد الموقف)
https://telegram.me/buratha