المقالات

المعركة الاعلامية بين الاحتلال والمقاومة 

2376 2021-11-11

  حافظ آل بشارة ||   حافظ آل بشارة || في الدول الديمقراطية المستقلة يطلقون على الاعلام اسم (السلطة الرابعة) فنظام الحكم الديمقراطي مؤلف من ثلاث سلطات هي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية ، ولأن السلطات الثلاث ذات سيادة وقرار مستقل فان الاعلام بوصفه سلطة رابعة يكون ايضا مستقلا وصاحب قرار ،  الاعلام في الدول المستقلة يقوم بمراقبة ونقد كل السلطات ومراقبة ونقد المجتمع ايضا ، وتشكيل حلقة وصل بين الحكومة والشعب وبالعكس ، وايجاد مساحة للحوار بين الجمهور ، وصناعة الرأي العام في مختلف الملفات والقضايا ، وتحقيق التواصل القيمي بين الاجيال وحفظ الهوية الوطنية ، ولكن عندما يكون البلد محتلا فذلك يعني ان جميع السلطات فيه سلطات شكلية وديكور ومجرد اسماء لا تمتلك الاستقلال ولا القرار ، بل اكثر من ذلك هي سلطات مسخرة لخدمة مصالح الاحتلال ، اذن سيكون دورها هداما في حياة البلد لأن مصالح الاحتلال والبلد المحتل متناقضة ، وعندما تفقد السلطات الثلاث مصداقيتها بهذا الشكل فليس معقولا ان تكون هناك سلطة رابعة حقيقية ، وبدلا منها يتكون وينمو اعلام الاحتلال .  وهنا تبدأ المعركة الناعمة الصامتة بين اعلام الاحتلال واعلام المقاومة ، وعادة يشكو اعلام المقاومة من شحة التمويل فتكون وسائله في البث والنشر ضعيفة ، والعاملون فيه ضعفاء مهنيا لعدم قدرته على استقطاب الكفاءات وعجزه عن منح رواتب مناسبة للعاملين ، واعتماده على العمل التطوعي ، ومعروف ان الاعتماد على المتطوعين لا ينتج مؤسسة اعلامية رصينة. هدف القطاع الاعلامي التابع للاحتلال اغراق المجتمع برسائل متنوعة لأجل تعميق التبعية وتسطيح الوعي ، واشاعة التفاهة ، وسلب الثقة بالنفس ومسخ الهوية والانتماء ، والافساد الاخلاقي ، وتجهيل المجتمع وتشجيع البطالة وزرع البغض والعداء لقيم الدين ، واشاعة التفرقة واذكاء عوامل الصراع الاجتماعي ، وتخريب علاقة المجتمع بالمقاومة ، وتبرئة الاحتلال من الجرائم والصاقها بالمقاومة ، ومحاولة اقناع المجتمع بأن ما يلحق به من مآس ليس سببها الاحتلال بل سببها التمسك بالمقاومة والدين والاخلاق . وينتدب الاحتلال افضل الاعلاميين وصناع الرأي وصناع الرسالة الاعلامية شكلا ومضمونا للعمل في اعلامه ويغدق عليهم الاموال الهائلة والامتيازات ، ويستخدم احدث التقنيات ، فتكون رسالته الاعلامية اجود بناء واكثر اقناعا وسحرا واخطر دورا .  اما المقاومة فتكون مقاومة سياسية او مقاومة مسلحة او كلاهما ، والمهم في هذا المقام ان المقاومة لا يمكن ان تعمل مالم تكن منبثقة من ارادة الشعب ، فيكون لها غطاء جماهيري ، وتكون لها بيئة اجتماعية حاضنة ، وهنا يتنازع اعلام المقاومة واعلام الاحتلال على بيئة اجتماعية واحدة ، ومقابل اعلام الاحتلال يعمل اعلام المقاومة على تثقيف المجتمع تعبويا ومعرفيا ثقافة تدعو الى التحرر ، ورفض الاحتلال والتبعية ، واطلاعه على حقيقة ما يجري واستنهاض الأمة والتذكير بالقيم الدينية والاخلاقية ، وجريا على قاعدة ان الاعلام انعكاس لما يجري على الارض ، تجد ان سلوك المقاومين السياسيين او المسلحين ينعكس على اداء مؤسساتهم الاعلامية ، وبذلك يصبح هذا الضجيج وهذه الفوضى في الفضاء الاعلامي المزدحم امورا مفهومة ، ويمكن تفصيل ذلك في مقالات أخرى.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك