محمود الهاشمي ||
على الرغم من المعلومات والصور والمشاهد المزرية التي تصلنا كل حين الاّ ان ابو نوار مصر ان يتجه الى بيلاروسيا وان يتوجه من هناك الى المانيا .
ابو نوار لايريد ان يستمع الى نصيحة ولا الى اعتراض من قبل قريب او بعيد لانه (قافل) تماما بعد ان دفع (49) ورقة الى الجهة التي توصله الى بيلاروسيا .
ابونوار حسب الاتفاق مع زوجته انه سوف يستصحب احد اولاده الصغار معه فيما يترك مع زوجته اثنين اخرين ليلتحقوا به فيما بعد .
الاقارب والاصدقاء يقولون ان زوجته هي وراء الالحاح بالهجرة بعد ان سبقها من قبل اخوان لها واستقروا في احد بلدان اوربا قبل سنوات ،وانهم يرسلون صورا الى العراق عن الشوارع النظيفة والثلج والوفر وغيرها .
لاشك ان اخويها سافرا بنفسيهما ولم يكونا قد تزوجا ووصلا بعد رحلة شاقة اوشكت ان تؤدي بحياتهما عن طريق البحر .
المهم ان اسرة (ابونوار ) باعت جميع الاثاث والممتلكات وقطع الذهب والمنزل ولاتريد اتجاه غير
المغامرة الى بيلاروسيا ،وتصر ان مايصل من اخبار مجرد اكاذيب كما يؤكدون انهم باعوا كل شيء ولايمكن التراجع .
احد اخوان ابو نوار توسله ان يتراجع عن رأيه وانه مستعد ان يدفع له جميع خسائره على ان لايغامر بمصير الاسرة .
اقول ان الالحاح من قبل بعض الزوجات بهذا الشكل على الزوج والتنكيل بحياة ومصير الاسرة لمجرد رغبة او (غيرة) لايجوز قط ،كما من الضروري للاب ان يكون له رأي وقرار .
ابونوار لديه فرصة عمل جيدة بالعراق ووضعه المالي مستقر ،ولديه منزل (ملك) ويعيش جوار اخوته واقاربه ،ولم يتعرض الى تهديد او خطر ويعيش اسوة ببقية اهل العراق .
لانقول انه ليس من حق المرء ان يهجر وطنه لاسباب عديدة سواء كانت سياسية او اقتصادية او حتى اجتماعية ولكن ان (ينتحر ) بهذا الشكل ويصبح حديثا للاعلام فهذا امر غير مقبول ،خاصة وان شخصا مثل ابي نوار الذي يرى بعينه المآسي والاهانة ولايريد ان يصدقها .
على أية حال اليوم ذهب مع ولده الصغير الى المطار واكدوا له ان (الرحلة ) قد الغيت ولانعلم ماذا سيكون قراره الاخير اما زوجته ،فترفض النقاش تماما ومصره على المغامرة بمصير الاسرة .
ربما تكون قضية (الهجرة ) اشبه بقصة (النداهة ) ليوسف ادريس ،والتي تحولت الى فلم بطله شكري سرحان وماجدة ..الله اعلم ؟