قاسم الغراوي ||
نتحدث عن عملية سياسية عرجاء يصعب
عليها ان تسير باستقامة دون ان تعثر او تتازم، وادوات هذه العملية فاشلين (حد كطع النفس) لم يستطيعوا ادارة الدولة ، ولا التخطيط للنهوض بها ولم يتمكنوا من ايقاف زحف الدولة العميقة الفاسدة ولاتعمير المدن ، ولا الحفاظ على السيادة ،مشتتين، وخرقوا الدستور في اكثر من مرة ،وتوافقوا على ادارة الدولة بالتراضي والتوافق غض النظر عن نتائج الانتخابات ولا مجال للصالح بين الطالحين .
الاجواء لازالت ملبدة بالتوتر يترقب فيها الخاسرون النتائج النهائية للانتخابات ، والفائزون يتداولون في كيفية الوصول الى مغانمهم وفرض شروطهم ، والكتلة الفائزة في الانتخابات تغرد خارج الجمع برؤية جديدة والشركاء ينتظرون صيدهم الثمين من الكتلة الفائزة الاكبر التي تتعهد بتشكيل الحكومة .
لازالت البيئة السياسية غير مهيئة للحوارات النهائية وحسم الكتلة النيابية الاكثر عددا لعدة اسباب : وهي
لم تعلن النتائج النهائية للانتخابات والاطار التنسيقي لم يدخل في مفاوضات مالم يعرف حجمه وثقله الانتخابي باعتبارة معترض على نتائج الانتخابات .
ثانيا لازالت كتلة التيار الصدري متخبطة في التوافق والتفاهم والائتلاف مع الكتل الاخرى بعيدا عن الاطار التنسيقي الشيعي مما دعى السيد مقتدى الصدر لاستبدال الشخوص المفاوضين من الكتلة مع الكتل السياسية الاخرى دون نتيجة وهذا دفعه للحضور دون جدوى .
واعتقد لم يتوصل بحضوره الى نتيجة مع الفرقاء ( تقدم والديمقراطي الكردستاني ) سوى نصيحة بضرورة ان ؛ تلتئم مع الكتل الشيعية لتشكل الكتلة الاكبر حتى نبدا خطوة التفاوض لتشكيل الحكومة.
السبب الاخر يصر السيد مقتدى الصدر على تشكيل اغلبية وطنية تتحمل مسؤولية تشكيل الحكومة ونجاحها واخفاقها ولن يحصل هذا لان التجارب السابقة في تشكيل الحكومات هو البناء على التوافق وتقاسم المغانم وان الجميع في الحكومة ومعارض لها.
لا احد يقتنع بدور المعارضة رغم تصريح بعض قادة الكتل السياسية بهذا الشان ، وان تشكلت ولم تشارك في الحكومة سيكون دورها غير فاعل في البرلمان ولكم في البرلمانات العراقية السابقة دروسا وتذكرة.
المشكلة المعقدة في كيفية الاتفاق للوصول لترشيح شخص غير جدلي ترضى عنه (اليهود والنصارى) في ظل تاثيرات الدول الاقليمية والدولية ويتفق عليه قادة الكتل السياسية.
الكاظمي مرشح التيار الصدري وهو مرفوض من الاطار التنسيقي جملة وتفصيلا ،والسيد المالكي يسعى بضمه من اعداد من الفائزين ليتصدر المشهد السياسي الاكثر عددا لتشكيل الحكومة ويقف امامة الرافض لولايته السيد مقتدى الصدر وطرح السيد العبادي كمرشح تسوية الا انه ربما يرفض وربما لن تجتمع عليه جميع الاطراف .
من سيذيب الجليد بين الفرقاء ونحن بانتظار امطار هذا الاسبوع لتغتسل ذنوب وخطايا البشر الذين اجرموا بحق الشعب واتفقوا على مصالحهم بعيدا عن مصالح الوطن.