قاسم الغراوي ||
(لا تعلموا ابناءكم على عاداتكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم).
الامام علي (ع)
حكمة بالغة وقول سديد ، والايام تشير الى ان المجتمع في تطور وتغيير في كل شيء ، حتى يصل هذا التغيير الى عادات الناس وتقاليدهم ، فالذي يصلح في زماننا اليوم لايصلح في زمان الغد.
نحن لانتطرق هنا الى تغيير منظومة الاخلاق الانسانية وفك ارتباطها بالدين وماهو سائد ومتفق عليه ، بل نتطرق الى عادات وتقاليد لجيل مجتمع في زمن قد تكون مرفوضة او تنتقد من قبل جيل اخر جديد تربى وعاش في حضن الجيل الذي سبقه، وهذا مانشعر به في علاقاتنا الاسريه فافكار وعادات وثقافة رب الاسره لاتشبه الى حد ما يحمله ابناءه من ثقافة وسلوك وعادات وتقاليد ، الا انهم يلتقون في القيم الاخلاقية والالتزام الديني باعتباره من الثوابت .
اما العادات والتقاليد قد تتغير ، وعادة مايحرص الاباء على زرع هذه القيم في نفوس ابناءهم.
نعم لكل جيل زمان ولكل زمان ثقافة وتقاليد وقيم يمارسونها بالطبع او التطبع او من خلال التاثير الخارجي .
في ظل التقنيات الحديثة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتاثير الاعلام في الراي العام الذي يستهدف الشباب لتغيير ثقافتهم وقناعاتهم ومواقفهم ونظرتهم تجاه الاوضاع وبناء تصورات بعيدآ عن واقعنا الحقيقي ويتعارض مع القيم المجتمعية التي تربينا عليها يجهر الشباب بافكار ورؤيا غربية متاسيآ بالواقع الغربي منسلخا عن واقعه الحقيقي بحجة التطور والحرية .
من مسؤولية الاعلام ان يخاطب عقول الشباب وتتم زراعة الافكار من خلال الغرس الثقافي والقيمي والاخلاقي ليكونوا قريبين من واقعهم لايتاثرون .
بالثقافات الدخيلة التي لاتتلائم مع مجتمعاتنا
للاسف قطع غالبية الشباب شوطا بعيدا مبتعدين ومنفصلين عن حياتهم الحقيقية المتلائمة مع الواقع المجتمعي في محاولة منهم للانتقال السريع لوضع افضل ، وماهو بافضل.
من الصعب ان يتقبل البعض عاداتنا وسلوكنا الثقافي ،كما نحن ننتقد عند البعض عاداتهم ، غيروا عاداتكم ولاتغيروا قيمكم واخلاقكم واثبتوا على دينكم