عبدالزهرة محمد الهنداوي ||
يبدو ان العقود القادمة، ستحمل معها الكثير من المتغيرات المخيفة التي تهدد حياة الانسان فوق هذا الكوكب، ولعل المطربة رحمة رياض احمد استشعرت هذا الخطر مبكرا، فقررت الهجرة الى الفضاء الاخر، وتترك ورائها "الكوكب وضيمة"!!،
مخاوف ذات صلة بالتغييرات المناخية المرعبة، ونضوب مصادر الطاقة، وشح المياه!!
ولهذا بات العالم يشعر بقلق كبير، وخوف متنام مما تخبئه سنوات العقود المقبلة من تغييرات، وصفها المختصون، بـ"الخطيرة" اذ ستشهد درجات الحرارة ارتفاعا مضطردا، وسيحل شهر شباط في شهر تموز !! ونفقد الى الابد تلك النسمات الآذارية المنعشة، امام اتساع رقعة مساحة الحر، وان فصل الشتاء في طريقه الى الاضمحلال، وتصوروا الحال مع صيف يدوم ١٢ شهرا!!
ولكن، كيف سيحدث كل ذلك؟، الجواب، ان السماء بدأت تضن علينا بغيثها، ودول الجوار، استخدمت كل الوسائل للاحتفاظ باكبر قدر من المياه، على حساب حصة العراق، فتراجعت كميات المياه في نهري دجلة والفرات بنحو لافت خلال العام الماضي، ما دعا الى تقليل المساحات المزروعة، ومعنى ذلك ان ظاهرة الصلع الارضي "التصحر" بدأت بالاتساع، الامر الذي يهدد مستقبل الامن الغذائي للعراقيين.
واذ اتحدث بهذا المنطق، فليس القصد اثارة هلع الناس، بقدر ماهي محاولة لقرع جرس الانذار وطرق ناقوس الخطر، مما تخبئه لنا السنين المقبلة، وقد بدأ العالم بخطوات جدية لمواجهة مثل هذه التحديات المحدقة بالكوكب. ومن تلك الخطوات، ايجاد مصادر بديلة للطاقة، شريطة ان تكون هذه المصادر، صديقة للبيئة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة التي تزيد من درجات الحرارة، وان تكون قليلة الاعتماد على المياه، في ظل تراجع مناسيب المياه على مستوى العالم، وفي سياق هذا الملف، عراقيا، قد تكون هناك خطوات جرى اتخاذها خلال الفترة الماضية، في مجال ادارة الموارد المائية، واعادة النظر بالخطط الزراعية بنحو يضمن تأمين الامن الغذائي، وضمان حاجة الانسان من المياه، وكذلك في مجال الطاقة ايضا، ثمة خطوات اخرى، من بينها التعاقد مع شركات عالمية لانتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، ولوزارة البيئة مجموعة من الاجراءات، وكذلك جرى مؤخرا تشكيل فريق الاعلام الوطني للطاقة النظيفة، الذي بدأ خطواته الاولى باتجاه اعداد خطط توعوية وتثقيفية تستهدف تغيير سلوكيات المجتمع في التعامل مع الطاقة، والمياه، واعتقد ان هذا الفريق يمثل اهمية كبيرة في ضوء الصورة المخيفة المرسومة للمشهد والتي استعرضنا جانبا منها، لذلك اجد من المناسب، ان يحظى هذا الفريق بالدعم من جميع الجهات سواء كانت حكومية او غير حكومية، وان يسعى لوضع خطط مستجيبة للواقع، وذات مرونة عالية لضمان تنفيذها، وان تكون تشاركية، ولا ضير من الاستعانة بخبراء متخصصين في هذا المجال، فنحن ازاء خطر مخيف، نحتاج لمواجهته الى جهود عملاقة، لتوفير الحماية المطلوبة من هذا الخطر، وعكس ذلك فسنكون مضطرين للحاق برحمة رياض، ونعوف الكوكب وضيمة