المقالات

الأغلبية السياسية لا يدفع ثمنها الا الشيعة..

2104 2021-11-24

  محمد العيسى ||   ربما يطمح البعض لتشكيل حكومة ذات أغلبية سياسية ،ذات طابع وطني ،تضم أطرافا غير شيعية ،وتستبعد أطرافا شيعية ،وهذا بطبيعته سوف يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد السياسي وبالذات الشيعي منه الذي يعاني تشظيات سياسية وشعبية حادة ،ويدخل المناطق الشيعية في دائرة أوسع من الازمات الأمنية والاقتصادية والخدمية ،فضلاعن الاحتجاجات الحادة التي ستعصف بالواقع الشيعي بشكل عام . ودعونا نتحدث بصراحة وبوضوح ،فلو أن أحد الأطراف الشيعية الفائزة ،قرر أن يذهب بمفرده إلى التحالف مع الأطراف الكردية والسنية فمعنى ذلك هو أن يقدم هذا الطرف مزيدا من التنازلات والأموال والوزارات للأطراف الأخرى ،وبالتالي سيكون ضحية هذه التنازلات هو المكون الشيعي بمجمله ،وسيكون المواطن الشيعي الذي يعاني اصلا من ضعف الخدمات في مناطقة والبطالة  ضحية وكبش فداء لهذا الانقسام والاختلاف بين الأطراف الشيعية وستتضاعف أزماته ومشكلاته وسيكون الاحتقان والتمرد سمة بارزة في حياته اليومية . تخيل لو أن أحد أطراف الشيعة قرر الذهاب وحيدا للتفاوض مع الأحزاب الكردية فماذا سيشتطردوا عليه للدخول في تحالف مع الطرف الشيعي !؟ حتما ستكون كركوك من أولوياتهم وستكون زيادة ميزانية الإقليم من أولوياتهم دون أن يسلموا النفط الذي يباع من اراضي الإقليم   وسيكون رواتب البيشمركة أيضا من أولوياتهم ،.وستكون مزيدا من الوزارات من اولوياتهم  وهكذا ستكون الشروط من الطرف السني ،دون اكتراث للمواطن الشيعي الذي يعاني من أزمات اقتصادية وخدمية حادة ،وينتج من الثروات الهائلة ،التي يهبها على طبق من ذهب إلى أطراف الوطن الآخرى . أننا أمام تداعيات خطيرة إذا ماسعى طرف دون آخر من الأطراف الشيعية للتفرد بالقرار السياسي ،لان ذلك بلاشك سوف يضعف النسيج الاجتماعي الشيعي ويجعله في مهب الريح ،فمناطق الوسط والجنوب تعاني وهي عندما صوتت لاي طرف من الأطراف إنما من أجل حل مشاكلها وتحسين واقعها الخدمي والاقتصادي ،لامن أجل الدخول في صراعات ومناكفات سياسية من أجل الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة . أن اتفاق الأطراف الشيعية على الذهاب مجتمعين ومتحدين للتفاوض مع الأطراف الأخرى سيجعلهم الاقوى في معادلة التفاوض وفرض الشروط ،كما فعلت الأطراف السنية والكردية ،فهي قداتحدت بكل احزابها لأنها تدرك أنها لا يمكنها الفوز بالمغانم أن ذهبت متفرقة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك