محمد العيسى ||
ربما يطمح البعض لتشكيل حكومة ذات أغلبية سياسية ،ذات طابع وطني ،تضم أطرافا غير شيعية ،وتستبعد أطرافا شيعية ،وهذا بطبيعته سوف يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد السياسي وبالذات الشيعي منه الذي يعاني تشظيات سياسية وشعبية حادة ،ويدخل المناطق الشيعية في دائرة أوسع من الازمات الأمنية والاقتصادية والخدمية ،فضلاعن الاحتجاجات الحادة التي ستعصف بالواقع الشيعي بشكل عام .
ودعونا نتحدث بصراحة وبوضوح ،فلو أن أحد الأطراف الشيعية الفائزة ،قرر أن يذهب بمفرده إلى التحالف مع الأطراف الكردية والسنية فمعنى ذلك هو أن يقدم هذا الطرف مزيدا من التنازلات والأموال والوزارات للأطراف الأخرى ،وبالتالي سيكون ضحية هذه التنازلات هو المكون الشيعي بمجمله ،وسيكون المواطن الشيعي الذي يعاني اصلا من ضعف الخدمات في مناطقة والبطالة ضحية وكبش فداء لهذا الانقسام والاختلاف بين الأطراف الشيعية وستتضاعف أزماته ومشكلاته وسيكون الاحتقان والتمرد سمة بارزة في حياته اليومية .
تخيل لو أن أحد أطراف الشيعة قرر الذهاب وحيدا للتفاوض مع الأحزاب الكردية فماذا سيشتطردوا عليه للدخول في تحالف مع الطرف الشيعي !؟
حتما ستكون كركوك من أولوياتهم وستكون زيادة ميزانية الإقليم من أولوياتهم دون أن يسلموا النفط الذي يباع من اراضي الإقليم
وسيكون رواتب البيشمركة أيضا من أولوياتهم ،.وستكون مزيدا من الوزارات من اولوياتهم
وهكذا ستكون الشروط من الطرف السني ،دون اكتراث للمواطن الشيعي الذي يعاني من أزمات اقتصادية وخدمية حادة ،وينتج من الثروات الهائلة ،التي يهبها على طبق من ذهب إلى أطراف الوطن الآخرى .
أننا أمام تداعيات خطيرة إذا ماسعى طرف دون آخر من الأطراف الشيعية للتفرد بالقرار السياسي ،لان ذلك بلاشك سوف يضعف النسيج الاجتماعي الشيعي ويجعله في مهب الريح ،فمناطق الوسط والجنوب تعاني وهي عندما صوتت لاي طرف من الأطراف إنما من أجل حل مشاكلها وتحسين واقعها الخدمي والاقتصادي ،لامن أجل الدخول في صراعات ومناكفات سياسية من أجل الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة .
أن اتفاق الأطراف الشيعية على الذهاب مجتمعين ومتحدين للتفاوض مع الأطراف الأخرى سيجعلهم الاقوى في معادلة التفاوض وفرض الشروط ،كما فعلت الأطراف السنية والكردية ،فهي قداتحدت بكل احزابها لأنها تدرك أنها لا يمكنها الفوز بالمغانم أن ذهبت متفرقة .