كندي الزهيري ||
بعد التخلص من الطاغية صدام، ظن الشعب بأنه تخلص من الدموية والقهر، ليقع في مستنقع الاحتلال الدموي الشيطاني ، فما السبيل إلا بالمقاومة ،بعد ذلك يقع العراق في مستنقع الارهاب ،ومن ثم داعش ،لينزف هذا الشعب في كل بقعة من بقاع ترابة المقدس ،المروي بدماء الشهداء الأبرار ، لتثير امريكا وحلفائها في العراق، فتنة أخرى ، وهي فتنة تشرين . لم يخرج العراق من ازمة حتى يدخل بأخرى ،ناهيك عن الفاسد الإداري والمالي الذي ينخر جسد الدولة ويقطع بأوصال الشعب . لا يختلف هذا الحال عن باقي دول المنطقة فالكل مبتلى بعدوى المحتل لكن بطرائق اخرى...
ان العالم الإسلامي لم يكن له دور ولا وزن في المعادلات العالمية الكبرى، بل على العكس كانت دول الإسلامية دول خاضعة إلى إرادة الاستكبار العالمي بما فيها ايران أو ما تسمى في ذلك الحين ( ايران الشاه).
مثال بسيط على ذلك، كان هناك مليار مسلم لم يقدروا على مواجهة الصهاينة في ذلك الزمان ، بينما الصهاينة محصورين بين مليار مسلم، مع ذلك لم يكونوأ يخشون ذلك العدد، لكون المسلمين لم يكن لهم القدرة على المواجهة.
إلى أن أتى العالم الإسلامي الكبير وسيد المقاومة الامام الخميني ( قدس سره) ، وقلب المعادلة في الخليج العربي ،من تابع إلى متبوع ،ومن خاضع إلى منتفض ،كان الخميني ( قدس سره) ، يدخل من باب العرافان إلى باب السياسة، كان يتوكل على الله ويرى العالم بأجمعه لله وطالب الله، مما ادى الى رفع علم الثورة وعلم التهديد لدول الاستكبار العالمي.
تحلى الامام الخميني بالعزم لا ينتهي
وعــزمه صلب فلا ينحنــي الا الله ،
شديــد على من يعيـــث فســادا أو يكون اداة بيد الشيطان الاكبر
لطيـــف بشعبه رقيــق مع الضعفـــاء والفقراء ، كان يطلب بان يحيى الشعب على ارضه في أمــــان وسلامة .
مما أدى إلى تعزيز الشعب ليؤمن بمقاومته، عندما يرى الشعب الامام الامة بهذه المواصفات، بلا شك سينصر الامام الحق ويفدي هذا الخط، ان حركة الأمام عندما كان وحيدا، ببيت خالي ،لم يكن له احد، وليست له حكومة، لكن حين توكل على الله، نصر الله هذا العبد المخلص، ليعلن الشعب المقاومة في كل المنطقة.
نحن في العراق في بلد الحضارات والتاريخ، نواجه الفتن لتصطف الجموع بين الحق والباطل.
ان المشكلة الاساسية في العراق، هي بين الشيعة انفسهم، لو توحد الشيعة، لأصبحوا قوة لا مثيل لها في العالم، بل قوة عظمى، لكن مع الاسف، هناك سوسة في البيت الشيعي يدعمها المحتل، وأن اتباع الهوى، وعدم وجود مصداقية بينهم وبين الشعب، وان المشكلة الاساسية هي الأنانية.
ان الحل يكمن ب( ان يتنازل كل منهم إلى الآخر ، والتوكل على الله ،والنظر بمصلحة الشعب لا مصلحة الكتل السياسية) ، هل سيفعلون ذلك ام لا ، وهل نرى بكم من ينهض كما نهض الامام الخميني ( قدس سره) ، أم نصبر على المصائب ونستعد الى اعطاء المزيد من الدم؟!