حمزة مصطفى ||
نسب الى ماري إنطوانيت آخر ملكات فرنسا المقولة الشهيرة "إذا لم يجدوا خبز فليأكلوا بسكويت". إنطوانيت بريئة من هذه المقولة براءة الذئب من دم يوسف. هذه المقولة وجدت في كتاب جان جاك روسو "إعترافات" الذي ألفه في وقت كان عمر إنطوانيت بين 10 الى 12 عاما لكن مدوني التاريخ "لزكوها" بإنطوانيت شاءت أم أبت. ليس هذا فقط فهناك من تعامل مع بعض المقولات أمثالا أو مدونات بوصفها آيات قرانية مثل "العدل أساس الملك" أو "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها". وهناك من نسب قصيدة طويلة عريضة للإمام علي بن أبي طالب تنبأ بموجبها بجائحة كورونا عبر كتاب لاوجود له الإ في مخيلة صانعي الوهم ومسوقيه. ومن بين ماسوقوه أن مؤلف هذا الكتاب إسمه "الدبيزي".
لا أريد التوسع في نسبة ماهو غير صحيح الى القران مرة والنبي الأكرم محمد (ص) مرة أخرى أو الى الصحابة أو الإئمة أوسواهم لأننا سوف ندخل في "إيراد ومصرف" نحن في غنى عنه. فهناك من يؤمن بصحة تلك المقولات والأحاديث والقصص ويدافع عنها بضراوة. شخصيا أنا أشد المؤمنين إيمانا قاطعا بعدم دقة تاريخنا المملوء بالإفتراءات والقصص والمدونات التي كتبت في عصور مختلفة ولأغراض مختلفة. وعليه فإنني أكاد لا أصدق بأية مقولة أو رأي بمن في ذلك مماهو متفق عليه لقناعتي أن الإتفاق في غالب الأحيان يدخل في باب التواطؤ الذي يحتاجه المختلفون أيا كانت درجة خلافاتهم أو إختلافاتهم التي طالما أفسدت على مدى قرون للود كل قضية.
ماهو الحل لمثل هذه الإشكالية التي ندفع ثمنها منذ قرون بعضها ترقى الى عشرات القرون لاسيما إذا ذهبنا الى حقب ما قبل الإسلام وتعاملنا مع قصص وأحداث ومعارك وقصائد ومقولات تعج بها كتب التراث بل حتى الكثير منها زحف الى المفسرين وكتاب السيرة النبوية؟ لايوجد حل لأنها إنتظمت في العقل الجمعي والسلوك المجتمعي. وكل من يريد نفض الغبار عنها تكال له شتى التهم وقد يتواطأون على إخراجه من الملة بل إنزال عقوبة الحد عليه. وقد حصل ذلك بالفعل. الم يقتل المفكر المصري فرج فودة؟ ألم يحاولوا إغتيال نجيب محفوظ؟ المفارقة أن قاتل فودة ومن حاول إغتيال محفوظ لم يقرأ لهما حرفا واحدا.