قاسم الغراوي ||
ان الوضع الراهن في العراق بات امام مفترق طرق والخطر يداهم الجميع وذلك لتصاعد التوترات بسبب الطعون بنتائج الانتخابات ومارافق الاعتصامات من تجاوز على المتظاهرين ، تلتها محاولة لاغتيال السيد رئيس الوزراء لحكومة تصريف الاعمال والاتهامات المتبادلة بين الطرفين .
نعتقد بان الاجواء السياسية الغائمة ستمطر ازمات جديدة وبالتالي سيكون هناك انسداداً سياسياً واضحاً وسينتقل البلد الى اسوأ من هذا الانسداد ويكون عقيمآ اذا لم ينتهي الجدل بشان نتائج الانتخابات بقرار المصادقة على النتائج من قبل المحكمة الاتحادية العليا بعد النظر في نتائج الطعون .
البلد كان في حالة غير مستقرة اثناء الحراك الشعبي في تشرين قبل عامين وفيه تحديآ واضحآ للنظام السياسي في العراق ، وعلى أساسه تم الاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة لنقله إلى وضع افضل ، لكن الاشكالية المعقدة كانت في اسقاطات النتائج الغير مرضية وكثرة الطعون والاعتراضات لهذه الانتخابات المبكرة لتعصف هذه الازمة وتضاف الى ازمات العراق المتلاحقة .
اذا تم تأكيد نزاهة النتائج من قبل القضاء والمصادقة من قبل المحكمة الاتحادية سيمضي المسار السياسي الموازي للمسار الانتخابي ولكن بمخاضات عسيرة لتشكيل الحكومة رغم عدم قناعة الاطار التنسيقي الشيعي الا انه يؤكد احترامه لقرارات القضاء ويسجل تحفظه عن النتائج .
العراق اليوم أمام مفترق الطرق والعملية السياسية في خطر والمماطلة والتاخير في حسم اعلان النتائج والاعتصامات المستمرة لغاية الوقت المقرر لانسحاب القوات الامريكية ربما ستعطي عذرا لها بعدم الانسحاب بحجة حماية العملية الديمقراطية في العراق وهذا مانخشاه لتبدا ازمة جديدة ، ومواجهات جديدة .
على الطبقة السياسية في العراق ان تصلح نظامها السياسي بنفسها وتعي حجم الخطر الداهم قبل ان يأتي الاصلاح من الخارج فالمرحلة الحالية هي من اعقد المراحل التي تمر على العراق ولابد من الحوار بين المشاركين في العملية السياسية لرسم خارطة جديدة مستقبلية واضحة المعالم لاتتداخل فيها الالوان بعيدا عن الازمات التي تعصف بالبلاد .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha