محمود الهاشمي ||
ليس من السهل لاي مسؤول ان يحتمع بهذا العدد الكبير من الكتاب والمحللين السياسيين
وفي توحهات مختلفة ومتنوعة ،لانه دليل التماسك والثقة بالنفس وتفهم دور اصحاب العقول في صناعة الرأي .
هذا اليوم الاحد الموافق 5/12/2021
كان لنا لقاء مع سماحة الشيخ الخزعلي (الامين العام لعصائب اهل الحق )وقد ضم المجلس لاكثر من اربعين من النخب المثقفة واساتذة الجامعات والمفكرين .
الصالة التي احتمعنا بها كانت متواضعة في مواد الانشاء والاضاءة والمقاعد فيما كانت هنالك منضدة بسيطة وخلفها كرسي لايختلف عن اي مقعد اخر من مقاعد الحضور جلس فيه سماحة الشيخ .
استطرد الشيخ الخزعلي في عرض الطعون التي قدمت الى المحكمة الاتحادية في قضية الانتخابات الاخيرة ،وخاصة ملف الشركة الالمانية الفاحصة والذي اذهل (بلاسخرت ) في كيفية الحصول عليه ،وكانت فيه من الشواهد مايرقى الى الغاء الانتخابات لحجم التحذيرات التي قدمتها الشركة الى المفوضية لكنها سدرت في غيها .
(الملزمة) التي عرض فيها الشيخ النقاط المهمة للشركة الالمانية الفاحصة تم توزيعها على الحضور وتفاعل معها رجال القانون بكل جدية واعتقدوا انها مهمة وخطبرة .
الشيخ كما اعتدناه في جميع اللقاءات التي حضرناها معه يملك من القيم الرفيعة ودماثة الخلق وحسن الضيافة وملكة الكلام والتوصيل مايجعل الحضور في انصات تام حتى يكمل ماحاء به ،ثم يصغي للمداخلات بكل امعان ويثبت في ورقة امامه ماهو مهم للرد او الاستفادة منه فيما بعد .
الشيخ قيس المجاهد والذي طالما قاتل المحتل واخرج جيشه ذليلا عند عام 2011 مثلما قاتل الدواعش وهزمهم شر هزيمة ومازالت البندقية في يده لتطهير البلد من اخر جندي غاز ،فيه صفات مميزة انه يتعامل مع الاحداث بروية ،فلم ينفعل في حادثة مقتل المجاهد وسام العلياوي واخيه ولا مع شهداء التظاهرات الاخير ،مما وفر فرصة للتفاوض والتفاهم فيما كان (القصاص ) حاضرا ايضا .
ان اعتماد مبدأ (الاستشارة ) عند الشيخ قيس
واستدعاءه الخبراء في كل تخصص منحه امكانية القوة في الحجة حيث عندما عرض على ممثلة الامم المتحدة امام جمع قادة الاطار التنسيقي الحجج الدامغة في قضية تدخلها بتزوير الانتخابات ظلت (مبهورة )
وكانت تعتقد انها ستسكت الجميع امام قوة شخصيتها وتماسكها لكنها خرجت بلاهدي .
الاساتذة من الكتاب والمحللين السياسيين الذين استمعوا للشرح المفصل من الشيخ قيس ودعموا بنسخ من الحجج امامهم مهمة تقضي الانتصار للتجربة الديمقراطية للبلد ،لان اهمال هذا (الملف) سيجعل مواطنو بلدنا لايتفاعلون مع اي انتخابات قادمة .
الان الاوراق بين يدي المحكمة الاتحادية والحجج كافية لقرار يليق بالقضاء ودوره ،واذا ماخضع للضغط السياسي كما خضعت المفوضية فاقرأ على البلد السلام .
الشيخ قيس طالعنا ايضا بما دار في جلسة الاطار مع السيد مقتدى الصدر ،والذي خلاصته ان فتح باب "الانسداد السياسي "بيد القادة السياسيين انفسهم ومادام السيد الصدر جاء ليخفف من احتماليةالحرب الاهلية "في "جغرافيا الشيعة "فان جميع (الامور الاخرى ) قابلة للنقاش .
ان هذا التفاعل مع النخب المثقفة فيه طريق النجاح والحياة ،واصدق مافيه غياب البيروقراطية والتعالي.