زيد الحسن ||
في سبعينيات القرن الماضي كنت اجلس على مصطبة خشب متخشبة ومتهالكة ( رحلة مدرسية ) وكنتُ احاور نفسي مراراً وتكراراً بسؤال ؟
هل هؤلاء المعلمين مثلنا ؟ يأكلون ويشربون ؟ وهل يناموا ؟ او يغيروا من ملابسهم الانيقة ؟ ، كل هذه الاسئلة انتجتها المكانة العالية للمعلم في نفسي ، لقد اخبرني أبي رحمه الله ان معلمي هو المسؤول عني بعده ، وله الحق في تربيتي ، مما جعلني احسب المعلم من كوكب اخر وله قداسة آلهة .
في ابواب مدارس البنات تقف طوابير من ( التكتك ) بحجة انهم اصحاب خطوط نقل الطالبات ، لو دققنا النظر لوجوههم لفزعنا من هول المطلع ، شباب ترتدي ( البرمودا ) اللباس القصير فوق الركبة ، والبعض منهم اقسم لكم يضعون المكياج ، وسماعات اجهزة التسجيل والطرب حدث ولا حرج ، اغاني هابطة ما انزل الله بها من سلطان وغير مفهومة مجرد النقر على الدفوف ، وتبادل الالفاظ النابية بينهم يخدش حياء الجدران لا البشر ، وكل هذا يحدث يومياً دون رادع .
في الجهة الاخرى مدارس المتوسة والاعدادية للشباب ، يقابلها كوفيهات للاركيلة تفتح صبح مساء مع بداية الدوام الدراسي ، وهو وقت الذروة لاستقبال الشباب المتسيبين من المدارس ، كيف لا والطالب اصبح لديه مكان منزوِ يذهب اليه بدل سماع المحاضرات والتعليم ولا هناك من يراقب او يحاسب ، وان صدرت محاسبة من مدير مدرسة فسوف يهدد ويشتم من قبل الطالب نفسه وبكل وقاحة واستهتار وهذا ايضا يحصل ويومياً .
الاعلام ايضا اصبح وسيلة من وسائل الانفلات والتسيب لدى الطلبة ، فأن حصل الاعلام على لقطة تعنيف من قبل المعلم او المدرس او ادارة المدرسة على طالب مسيء قامت الدنيا ولا تقعد ، واشير على هذا المعلم بالثبور ، دون ان يسأل الانسان نفسه ترى لم فقد اعصابه هذا المربي ؟ اوليس من حجم فداحة اعمال طلاب هذا الجيل ؟ .
اولياء امور الطلبة ايضاً لهم حصة في هذه المشكلة ، فما اتاهم ابنهم شاكياً معلمه حتى حشدوا الحشود ، واتصلوا بكل معارفهم من هنا وهناك واشعلوا الحرب ضد المعلم وهددوه عشائرياً و ويل له ان لم يأخذ ( عطوه ) ويقوم بالاعتذار والدفع المادي .
ان اردنا ان نعد حساباتنا في تعليم اولادنا ، علينا اعطاء ادارة المدارس والاساتذة كامل الصلاحيات في ترببية وتعليم اولادنا بتعهدات خطية ، وفوق هذا نمنحهم احزمة من الجلد ومن النوع الفاخر ، لتأديب المسيء منهم ، وجلدهم ليعودو الى جادة الصواب ، ولا يقول لي احدهم ان العلم قد تطور فلا نفع في علم بلا ادب وتربية ، لقد طفح الكيل والشباب من كلا الجنسين في خطر حقيقي يهددهم ويهدم مستقبلهم ، ويكفي مثاليات افسدت القسم الكبير من هذا الجيل للاسف .