منهل عبد الأمير المرشدي ||
Manhalalmurdshi@gmail.com
اصبع على الجرح
للمرة الألف ارى اخي الأكبر واقفا مع حشود المتقاعدين يصطفون تحت لهيب حراراة الشمس او في البرد القارص بواجهة دائرة التقاعد العامة يناشدون من لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم لتنفيذ قرارات صدرت بتعديل رواتبهم ولم تنفذ ووعود سمعوها من اهل الوعد ولم يفي بها احدا.
المتقاعدون في العراق عنوان للمظلومية الكبرى وما يعانونه مصداق من مصاديق الفساد الأكبر في العراق .
اناس خدموا العراق لأكثر من ثلاثين سنة سواء كانت خدمتهم في القوات المسلحة او المصانع او سلك التعليم اوالصحة وغيرها حيثما كان للعراق جامعات ومستشفيات ومصانع في زمن ما قبل الديمقراطية التي دمرت مصانعنا ومستشفياتنا وقتلت التعليم وغيرت كل مفاهيم العفة وقتلت مصاديق الحياء.
ديمقراطية اجازت لأشباه السياسيسن في العراق ان يصنفوا المتقاعدين الى صنفين .
متقاعد قديم ومتقاعد جديد .
متقاعد ما قبل التغيير ومتقاعد ما بعد التغيير .
متقاعد يعيش على القحط براتب لا يتعدى ال500 دينار ورواتب بالملايين لمن تقاعد بعد الديمقراطية .
ظلم وطبقية وفساد واستهتار لا مثيل له . يناشدون دولة بلا دولة واناس بلا ضمائر .
مظلومية المتقاعدين في العراق لا مثيل لها في كل العالم .
لا اريد ان اقارن العراق مع ما يحصل في اوربا مع شريحة المتقاعدين بل في دول الخليج العربي .
هل تعلم حكومة الطرشان في العراق وبرلمان العميان ان راتب المتقاعد في دول الخليج وفي اوربا يتم اضافة مبلغ عليه اضافة لراتيه الذي كان يستلمه اثناء خدمته احتسابا لمتطلباته الصحية والنفسية والإجتماعية وليس هذا فقط انما تتكفل الدولة بإيصال راتبه اليه في بيته او ادخاله في بطاقة حسابه المصرفية .
وليس هذا فقط انما يتم اعفاء المتقاعد من الضرائب ويتم تأمين رعايته الصحية بالكامل على حساب الدولة.
اين انتم ايها السياسيون في العراق من اشباه الساسة ويا رئاسات بلا ضمير وبرلمان بلا حياء وحكومة بلا نزاهة من مظلومية المتقاعدين الذين احتسبوا امرهم الى الله في وطن اهان كرامة مواطنيه وأسس لطبقية اللصوص ودولة السحت الحرام وغابة الفوضى ومقبرة العدالة التي تحتضر في كل مفاصل مؤسسات الدولة.
الا من سياسي شريف ينتخي لتعديل رواتب المتقاعدين ليكون في حده الأدنى مليون دينار على الأقل ليلبي حاجة عوائلهم في سوق الغلاء وكثرة البلاء وغياب الحقوق.
الا من رئيس يمتلك شيئا من ذمة او ضمير او شعوور بالمسؤولية او حق للرعية ليتحرك وينظر لهؤلاء المظلومين .
الا من برلمان عراقي يمتلك ادنى حالات الوفاء لمن اصوت لهم لينتخوا لهذا الشعب البائس المظلوم.
لا اظنهم يسمعون او يقرأون وقد أمنوا واطمأنوا ان رواتبهم بالملايين قبل التقاعد او بعد التقاعد وهذا هو المهم والأهم في دولة السحت الحرام. أخيرا وليس آخرا اقول حين قابلت أخي قبل ايام وجدته يائسا وفي حالة نفسية متعبة وحين سألته عن السبب قال لي لي إنه لم يعد يأمل خيرا من دولة تستقبل ارباب الفن الهابط والوضيع من ارباب العهر والفساد من المتصهين محمد رمضان الى امبراطوة هز الوسط فيفا عبدة وتبذخ لهم بالأموال دون حساب . ثم سكت وقال حسبنا الله ونعم الوكيل ..