المقالات

محمد رمضان..ومحمد رمضان..!


 

الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||

 

لا يخفى أن التشابه يفرض نفسه في مختلف المجالات, فتقع بين الاسماء والمسميات والهيئات والصور ووالخ, ولكن شتان بين التشابه في الظاهر والتطابق الحقيقي فالمياه الطاهرة تنماز عن المياه الخبيثة والآسنة وان تشابها في الجري, والابيض لونُ الطهارة وقد يتمثل في غيره , وهيهات بين الاول والثاني, فالأمر لا يتعلق بالتسلسل أو بالواحد العددي؛ بل ينبغي الاحتكام غلى الواحد النوعي.

          إن اسم محمد رمضان الذي كَثُر الحديث عنه ليس مختصاَ بشخص وإن اشتهر؛ فعدنا محمد رمضان أحد أبناء الحشد الشعبي وهو من البطال الذين خرجوا تلبية لنداء المرجعية الدينية دفاعاً عن العرض والوطن واستجابة لكرامة العراق, ذائدا بكل قدراته عن كل شبرٍ من الأراضي التي كانت مغتصبة, فشارك في مختلف الحروب وتعرَّض إلى صنوف الجروح, ففقد ساقه ويديه ولم يثني ذلك عزمه في المحاولات لرد الظلم عن أبناء وطنه من دون تمييز لقريب عن بعيد إلى أن اجلسته الجراحات المثخنة في بيته عاجزاً وسط صمت شعبي و حكومي ومن دون أبسط الحقوق, ومع كل ذلك العطاء والمعاناة لا يشعر إلا بالسعادة كونه قدم شيئاً لوطنه الجريح وإن كان أكثر من في هذا الوطن لا يثمن عطاءه ولم يشعر بوجوده.

          وفي المقابل يستقبل الجمهور العراقي وبشكل همجي نفايات مصر والشاذ من الخلق المسمى أيضاً بمحمد رمضان, الذي لم ينتفع بدلالة اسمه ولا بصفة لقبه؛ بل انغمس في ملذات الفحش غارقاً ومغرقاً معه جمهوراً من السفهاء والبلهاء الذين أفقدتهم لقمة الحرام جادة الصواب فأخذوا يميلون مترنحين مع الفواحش مسرعين للاستجابة إلى صوت الشيطان بتعرية المقدسات الاسلامية وكشف عورات الستر لإعطاء صورة عن الواقع المرير الذي توصل إليه الشعب المغلوب على أمره تحت مظلة الحريات الديمقراطية المزيفة والمستوردة من الشعوب التي تسلخت من دينها ومذهبها حتى باتت تنتن برائحتها العفنة وتغزو المجتمعات الأمنة فتجعلها في سفاهة من أمرها مبتعدة عن ثقافتها ومبادئها التي لطالما استشهد من أجلها الصالحون ونادى بها المؤمنون.

          إن مجرد المقارنة بين محمد رمضان العراقي ومحمد رمضان العفن المصري هو قياس مع الفارق, إذ لا يقارن الواجب بالحرام فشتان ما بينهما, فالأول يعبد الله ويدعوا إلى الجنة والثاني يعبد الشيطان ويدعوا إلى النار, فلا مقارنة بينهما وإن تشابهت الاسماء, ولعلنا كنا بحاجة إلى صحوة ضمير وها قد حدث, فالغفلة ساقت إلى صرف الكثر من الأموال على القمار المتمثل بالسفيه المغني الذي تم طرده من وطنه فاستقبله حثالة العراق بالتصفيق.

          ومن المهم أيضاً أن ندرك أن الشيطان نجح في دفع الناس لصرف الاموال في غير مواردها, فأنفق القوم عشرات الملايين من الدنانير في الباطل والسحت والحرام فاشتروا بها باب من أبواب جهنم؛ بينما يعيش العراق في أشدَّ اللحظات الحرجة من الفقر والعوز في ظل السرقات الممنهجة والادارات الفاسدة التي تحاول إغراق العراق بملذاتهم المنحرفة التي وصفها السفيه المغني بكرم العراق, والاصل أن يكون هذا الكرم في الانفاق على الفقراء والمستحقين وبناء المدارس والمستشفيات, وإن كنا ندرك أن الخير لا يصدر إلا عن الخيرين وكفى.          

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك