الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||
لا يخفى أن التشابه يفرض نفسه في مختلف المجالات, فتقع بين الاسماء والمسميات والهيئات والصور ووالخ, ولكن شتان بين التشابه في الظاهر والتطابق الحقيقي فالمياه الطاهرة تنماز عن المياه الخبيثة والآسنة وان تشابها في الجري, والابيض لونُ الطهارة وقد يتمثل في غيره , وهيهات بين الاول والثاني, فالأمر لا يتعلق بالتسلسل أو بالواحد العددي؛ بل ينبغي الاحتكام غلى الواحد النوعي.
إن اسم محمد رمضان الذي كَثُر الحديث عنه ليس مختصاَ بشخص وإن اشتهر؛ فعدنا محمد رمضان أحد أبناء الحشد الشعبي وهو من البطال الذين خرجوا تلبية لنداء المرجعية الدينية دفاعاً عن العرض والوطن واستجابة لكرامة العراق, ذائدا بكل قدراته عن كل شبرٍ من الأراضي التي كانت مغتصبة, فشارك في مختلف الحروب وتعرَّض إلى صنوف الجروح, ففقد ساقه ويديه ولم يثني ذلك عزمه في المحاولات لرد الظلم عن أبناء وطنه من دون تمييز لقريب عن بعيد إلى أن اجلسته الجراحات المثخنة في بيته عاجزاً وسط صمت شعبي و حكومي ومن دون أبسط الحقوق, ومع كل ذلك العطاء والمعاناة لا يشعر إلا بالسعادة كونه قدم شيئاً لوطنه الجريح وإن كان أكثر من في هذا الوطن لا يثمن عطاءه ولم يشعر بوجوده.
وفي المقابل يستقبل الجمهور العراقي وبشكل همجي نفايات مصر والشاذ من الخلق المسمى أيضاً بمحمد رمضان, الذي لم ينتفع بدلالة اسمه ولا بصفة لقبه؛ بل انغمس في ملذات الفحش غارقاً ومغرقاً معه جمهوراً من السفهاء والبلهاء الذين أفقدتهم لقمة الحرام جادة الصواب فأخذوا يميلون مترنحين مع الفواحش مسرعين للاستجابة إلى صوت الشيطان بتعرية المقدسات الاسلامية وكشف عورات الستر لإعطاء صورة عن الواقع المرير الذي توصل إليه الشعب المغلوب على أمره تحت مظلة الحريات الديمقراطية المزيفة والمستوردة من الشعوب التي تسلخت من دينها ومذهبها حتى باتت تنتن برائحتها العفنة وتغزو المجتمعات الأمنة فتجعلها في سفاهة من أمرها مبتعدة عن ثقافتها ومبادئها التي لطالما استشهد من أجلها الصالحون ونادى بها المؤمنون.
إن مجرد المقارنة بين محمد رمضان العراقي ومحمد رمضان العفن المصري هو قياس مع الفارق, إذ لا يقارن الواجب بالحرام فشتان ما بينهما, فالأول يعبد الله ويدعوا إلى الجنة والثاني يعبد الشيطان ويدعوا إلى النار, فلا مقارنة بينهما وإن تشابهت الاسماء, ولعلنا كنا بحاجة إلى صحوة ضمير وها قد حدث, فالغفلة ساقت إلى صرف الكثر من الأموال على القمار المتمثل بالسفيه المغني الذي تم طرده من وطنه فاستقبله حثالة العراق بالتصفيق.
ومن المهم أيضاً أن ندرك أن الشيطان نجح في دفع الناس لصرف الاموال في غير مواردها, فأنفق القوم عشرات الملايين من الدنانير في الباطل والسحت والحرام فاشتروا بها باب من أبواب جهنم؛ بينما يعيش العراق في أشدَّ اللحظات الحرجة من الفقر والعوز في ظل السرقات الممنهجة والادارات الفاسدة التي تحاول إغراق العراق بملذاتهم المنحرفة التي وصفها السفيه المغني بكرم العراق, والاصل أن يكون هذا الكرم في الانفاق على الفقراء والمستحقين وبناء المدارس والمستشفيات, وإن كنا ندرك أن الخير لا يصدر إلا عن الخيرين وكفى.
ـــــ
https://telegram.me/buratha