المقالات

"ساعات" محمد رمضان

1882 2021-12-15

  حمزة مصطفى ||

 

لا أعرف محمد رمضان "ولا زغرا بيه" ولا هو يعرفني "ولا زغرا بي". أنا حدي لزهور حسين وعبد الصاحب شراد. وأحيانا "أطكطك" بعد أوقات الداوم الرسمي مع فهد بلان خصوصا يـ "يبنات المكلا" وسيد خليفة "إشلونكم إزيكم". تزامن مجئ هذا الفنان اللافنان بمواصفات جيلنا نحن "الدقة القديمة" مع إحتفالنا ببلوغ العراق مائة عام. الزميل عباس عبود التفت الى مفارقة لطيفة بشأن بدايات دولتنا في العشرية الأولى من القرن العشرين وبلوغها المائة العام في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين. كتب أبو وائل في صفحته بالفيس بوك إنه في الوقت الذي أحيت أم كلثوم إحتفالات العراق عند تأسيس دولته قبل مائة عام, بينما يحيي محمد رمضان بعد مائة عام إحتفالاتنا بهذه المناسبة عاري الصدر.       صحيح جدا ما ذهب اليه الأستاذ عباس لكنني أتساءل .. اليس أم كلثوم مصرية ومحمد رمضان مصري وبينهما شعبان عبد الرحيم الذي يكره إسرائيل ويحب عمرو موسى؟ وأستمر في الأسئلة .. من المسؤول عن تردي الذوق الفني والجمالي بعد مائة سنة بين أولى حفلات أم كلثوم وآخر حفلات محمد رمضان في بغداد ؟ وأيضا أسال كم محمد رمضان وربما "أتعس" عندنا في العراق؟وفي مصر؟ وفي وفي؟ اليس التردي في كل شئ أصبح سمة المرحلة والحقبة التي نعيش فيها؟   لست أريد مصادرة حرية الناس  في التعبير عما يريدون مشاهدته أو سماعه لكن ليس من حق أحد أن لايحتكم الى معايير في تحديد الجودة. جودة كل شئ بدء من البضاعة المطروحة في السوق الى تلك التي نشتريها من الخارج ونخضعها الى التقييس والسيطرة النوعية. الم نصدر نحن نماذج أقرب الى محمد رمضان بدء من "يمه لدغتني العكربة" الى "صمون عشرة بالف"؟ تحت أي تبرير يمكن أن نفسر سريان ظواهر لفنانين وفنانات وموديلات وكلهم من النوع الذي يمكن أن يقال بحقه "زايعته الكاع"؟      أصل المشكلة تكمن في سريان فكر التردي والتجهيل والتسطيح سواء في الذوق العام أو السلوك الفردي والمجتمعي أو سريان أنماط وموديلات ثقافية وفنية لمجرد "طشها" في مواقع التواصل الإجتماعي حتى تبدأ تحصد الآف وأحيانا ملايين لايكات الإعجاب. والمعادلة طردية كلما كان الإنحدار في الذوق والذائقة والمستوى أكثر إنحطاطا فإن الإعجاب والشهرة تتضاعف. ماذا يعني أن "يكيت" عراقيون ساعات لا أعرف إن كانت ثمينة أم رخيصة على فنان وهو يتلاقفها بكلتا يديه بدلا من أن يؤدي ما يفترض إنها أغنية؟ إذا كانت هذه الساعات رخيصة الثمن فهي إهانة للفنان بصرف النظر عن رأينا في مستوى فنه. لماذا يحضر كل هذا العدد من الناس حفلة فنان لكي يمعنوا في إهانته برمي الساعات عليه علما أن أسعار البطاقات نفسها غالية جدا بمقاييس الدخل اليومي للفرد عندنا. أما إذا كانت ماركات فإن المصيبة أعظم. مرة أخرى لست أريد مصادرة حرية أحد في خلع ساعته ورميها على فنان يفترض إنه يغني على المسرح لا مدافعا في رد الساعات التي إنهالت عليه, لكن يبدو أن جمهور هذا الفنان مثله و .. شبيه الشئ منجذب اليه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك