لا أعرف محمد رمضان "ولا زغرا بيه" ولا هو يعرفني "ولا زغرا بي". أنا حدي لزهور حسين وعبد الصاحب شراد. وأحيانا "أطكطك" بعد أوقات الداوم الرسمي مع فهد بلان خصوصا يـ "يبنات المكلا" وسيد خليفة "إشلونكم إزيكم". تزامن مجئ هذا الفنان اللافنان بمواصفات جيلنا نحن "الدقة القديمة" مع إحتفالنا ببلوغ العراق مائة عام. الزميل عباس عبود التفت الى مفارقة لطيفة بشأن بدايات دولتنا في العشرية الأولى من القرن العشرين وبلوغها المائة العام في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين. كتب أبو وائل في صفحته بالفيس بوك إنه في الوقت الذي أحيت أم كلثوم إحتفالات العراق عند تأسيس دولته قبل مائة عام, بينما يحيي محمد رمضان بعد مائة عام إحتفالاتنا بهذه المناسبة عاري الصدر. صحيح جدا ما ذهب اليه الأستاذ عباس لكنني أتساءل .. اليس أم كلثوم مصرية ومحمد رمضان مصري وبينهما شعبان عبد الرحيم الذي يكره إسرائيل ويحب عمرو موسى؟ وأستمر في الأسئلة .. من المسؤول عن تردي الذوق الفني والجمالي بعد مائة سنة بين أولى حفلات أم كلثوم وآخر حفلات محمد رمضان في بغداد ؟ وأيضا أسال كم محمد رمضان وربما "أتعس" عندنا في العراق؟وفي مصر؟ وفي وفي؟ اليس التردي في كل شئ أصبح سمة المرحلة والحقبة التي نعيش فيها؟ لست أريد مصادرة حرية الناس في التعبير عما يريدون مشاهدته أو سماعه لكن ليس من حق أحد أن لايحتكم الى معايير في تحديد الجودة. جودة كل شئ بدء من البضاعة المطروحة في السوق الى تلك التي نشتريها من الخارج ونخضعها الى التقييس والسيطرة النوعية. الم نصدر نحن نماذج أقرب الى محمد رمضان بدء من "يمه لدغتني العكربة" الى "صمون عشرة بالف"؟ تحت أي تبرير يمكن أن نفسر سريان ظواهر لفنانين وفنانات وموديلات وكلهم من النوع الذي يمكن أن يقال بحقه "زايعته الكاع"؟ أصل المشكلة تكمن في سريان فكر التردي والتجهيل والتسطيح سواء في الذوق العام أو السلوك الفردي والمجتمعي أو سريان أنماط وموديلات ثقافية وفنية لمجرد "طشها" في مواقع التواصل الإجتماعي حتى تبدأ تحصد الآف وأحيانا ملايين لايكات الإعجاب. والمعادلة طردية كلما كان الإنحدار في الذوق والذائقة والمستوى أكثر إنحطاطا فإن الإعجاب والشهرة تتضاعف. ماذا يعني أن "يكيت" عراقيون ساعات لا أعرف إن كانت ثمينة أم رخيصة على فنان وهو يتلاقفها بكلتا يديه بدلا من أن يؤدي ما يفترض إنها أغنية؟ إذا كانت هذه الساعات رخيصة الثمن فهي إهانة للفنان بصرف النظر عن رأينا في مستوى فنه. لماذا يحضر كل هذا العدد من الناس حفلة فنان لكي يمعنوا في إهانته برمي الساعات عليه علما أن أسعار البطاقات نفسها غالية جدا بمقاييس الدخل اليومي للفرد عندنا. أما إذا كانت ماركات فإن المصيبة أعظم. مرة أخرى لست أريد مصادرة حرية أحد في خلع ساعته ورميها على فنان يفترض إنه يغني على المسرح لا مدافعا في رد الساعات التي إنهالت عليه, لكن يبدو أن جمهور هذا الفنان مثله و .. شبيه الشئ منجذب اليه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha