المقالات

السياسي بين التمني و الرجاء


  الشيخ محمد الربيعي ||   [ كلا لسياسة التمني .. نعم لسياسة الرجاء ]  قبل الخوض في الفكرة الاساسية من موضوعنا هذا لابد من مقدمة ضرورية جدا لعل الكثيرين لم يطلع عليها :  تميزت اللغة العربية بقدرتها الإبداعية من حيث استخدام الكلمات و الجمل في مكانها الأدق في التعبير ، فهي لغة شاعرية ، و لغة موجزة ، و معبرة ، فمفردات اللغة العربية كثيرة . هنالك فرقٌ واضح بين التمني و الرجاء ، فالتمني يكون مع الكسل و قلة الحيلة ، و لا يكون صاحب التمني مجتهداً و جاداً في أمره ، بينما أهل الرجاء أصحاب جدٍ و اجتهاد ، و قوة بأس ، و مصاحب لكل ذلك حسن التوكل على الله ، و خير مثالٍ على التفرقة بين التمني و الرجاء ، أن صاحب التمني يطلب و يتمنى أن يكون له قطعةٌ من الأرض لكي يبذرها و يحصد المحصول ، و من ثم يحصل على مقدار من المال ، فكل التمني متخيلٌ في نفسه ، بينما صاحب الرجاء ، يعمل على شراء قطعةٍ من الأرض ، و يقوم بفلاحتها ، و زرعها بمختلف الثمار و الزروع ، و من ثم ينتظر نمو الزرع لكي يحصده ، و من ثم يحصل على المال .  اذن بمعنى ادق : أن التمني هو طلب حصول حدث و أمر محبب ، يكون هذا الأمر صعب المنال ، أو مستحيل الحصول ، و يكون هذا الأمر بعيدًا عن المتمني ، أما الرجاء فهو عكس ذلك ، إذ يدل الرجاء على طلب حصول شيء قريب الوقوع و ليس بعيدًا أو مستحيل الحصول ، و الترجي هو ترقب حصول الشيء ، بعكس التمني الذي هو طلب حصول الشيء ، و في هذا المفهوم كان بداية معرفة الفرق بين التمني و الرجاء . محل الشاهد :  اذن الوطن ، و شعبه في حاجة ماسة جدا ،  الى شخصية السياسي الذي يكون ضمن دائرة الرجاء ، و بعيدا كل البعد عن دائرة التمني ، لان السياسي الداخل ضمن همة الرجاء ذاتيا اكيدا و مؤكدا سيحقق الرجاء الموضوعي و بالنتيجة يحقق كل ما يتطلبه و يريدة الوطن و شعبه ، دون الالتجاء على قضية الجمود و عدم الحركة و جدية السعي والاجتهاد لخدمة الوطن و شعبه . اذن يجب ان يعيش السياسي و هو ضمن دائرة الرجاء و الايجابية الناجحة المقومات الذاتية و الموضوعية لخدمة وطنه و شعبه ، و يبتعد عن دائرة التمني و السلبية ، فالوطن لا يكون البناء فيه  بالتمني ابدا ، فكلا لسياسة التمني نعم لسياسة الرجاء . اللهم احفظ الاسلام و اهله  اللهم احفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك