كندي الزهيري ||
إذا غاب عن الإنسان الفهم والبصيرة بأن كل ماهو مؤقت ليس إلا نوعاً من الوهم، فإنه لن يؤمن إلا بما هو مؤقت، أما إذا رأى ببصيرته أن كل ماهو موقوت ليس إلا وهم، فحينئذ سيؤمن بما هو باقٍ ودائم.
من منا لم يسمع هذه المقولة( الزمن الجميل ) (يا ريت ترجع تلك الأيام ) وغيرها ،ما السبب ذلك ، الجواب ان الناس تريد الخلاص فتذهب إلى الطريق الخطأ فتكون النتيجة كارثية .
ساد الظلم والقهر ارجاء المعمورة، فلم يبقى نبع صافي إلا ونجسوه، ولا فطرة سليمة إلا وافسدوها، ضاقة على الناس أيامهم ،حتى اصبحوا كالمجانين على الطرقات، من الهموم إلى الفقر والحاجة، إلى الجهل الذي يعصف بحياة الناس.
قد مرض هذا العالم فريضة مستحقة . والعذاب ضريبة واجبة لهذه القلوب القاسية التى تطفح بالكراهية والحقد .. لا بد أن يمرض المجتمع لأن العالم مريض ، وأن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها. فوجب مرضها ،حتى تصل الى قناعة بأن تبحث عن الله عز وجل، حتى ينجيها من هذا المرض.
يقال ؛ " الحق لا يقاوم سلطانه، و الباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه، و الناقل إنما هو يملي و ينقل، و البصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل، و العلم يجلو لها صفحات القلوب و يصقل" .
يا اهل العراق اعلموا بأن القلوب آنية الله في ارضه ، فأحبها اليه سبحانه ، أرقها واصلبها واصفاها.
فلما يا اهل العراق تنظرون إلى الماضي وتتحصرون على تلك الأيام التي لا تقل بؤس عن هذه الأيام، اعلموا بأن الحل والعقد بأيديكم أنتم فقط، واعلموا بأن مستقبل بلدكم مرهون ببصيرة قلوبكم، ابحث عن المستقبل عن تلك الدولة وتلك الحكومة التي تعز بها الإنسان ، عن ذلك الحاكم الذي لا يظلم عنده احد ، وقانونه يساوي بين الجميع ، وليس لديه فوارق بين الناس، انما الجميع سواسية ، حكمة الأهي وبالعدل يصفوا الإنسان.
ان مستقبل العراق والعراقيين جميل جدا ، لكون العراق وشعبة سيكونون أسياد العالم، وبلدهم عاصمة العدل الاهي العالمية ،لجميع اهل الارض والسماء.
فقط هي مسالة وقت مشروطة بالبحث في قلوبكم عن ذلك الحاكم العادل الشريف النزية الطاهر.
الزمن زمنكم والرأي رايكم وانتم من تحددون ذلك .
اذا اردتم ذلك المستقبل انهضوا ، فانه خلاصكم من حكم الشياطين وقانونهم الدموي الفاسد وحريته المزيفة .
ان الحرية كما يقول الامام علي عليه السلام. (جمال الحر تجنب العار، وقال ، من ترك الشهوات كان حراً ) . واستغفروا ربكم فإن فعلتم ذلك ستكون النتيجة خروجكم من جميع مصائد وحبال الشيطان الاكبر (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )).
فمن كان يعتقد منكم بأن المستقبل مع الشيطان الاكبر ، واجب عليه ان يعيد حساباته قبل فوات الأوان ،فلا غد مع الشر غير العذاب والندم ، ومن اصر على أن يكون عبدا للشيطان ومذاهبه فستكون النتيجة (( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) )) ، الغرق بالمصائب والهموم وأحزان، ونهاية المطاف خسران عظيم.
اتركوا الشيطان وتجهوا إلى خليفة الله في أرضه لكي ترون المستقبل القريب فهل تبصرون !...