نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الحروب آخر خيار تفكر به الدول الكبرى بعد دخول السلاح النووي لذلك الدول الكبرى الخمسة بينهم تنافس شديد وصراعات لكن لا يمكن أن تصل الى حرب مباشرة مثل الحروب التي وقعت سابقا مثل الحرب العالمية الأولى والثانية، بل كان هناك رأي لرئيس الحكومة البريطانية في الحرب العالمية الأولى كان يعتقد أن هذه الحرب هي آخر الحروب العالمية، لكن بعد عشرين عاما وقعت الحرب العالمية الثانية وكانت القوات اليابانية تحقق انتصارات كبرى دخلت أمريكا الحرب ولم تتعب نفسها تم قصف مدينتين يابانيتين هيروشيما وناكازاكي بالسلاح النووي جعلت امبراطور اليابان يوجه خطاب في استسلام بلاده بدون قيد وشرط، ورغم أنفه تم اقتياد وزير الخارجية الياباني طواعية ليعتلي ظهر البارجة الحربية ميزوري ليوقع وثيقة الاستسلام.
قبل أيام تم تداول مقال عن كتاب المفكر الأمريكي ول ديورانت حول دروس في الحرب، عملاء الخليج بدأوا يطبلون ويرددون أقوال مضحكة حول ضرورة الهجوم …..الخ، وكان الأمم الغربية لاتعرف مصالحها وتحتاج نصائح الحمقى والجهلة من المستكتبين في دول الخليج الرجعية والتي لايعرف هؤلاء المستكتبين حتى معنى حقوق المواطنة.
نعم مصطلح الهجوم خير وسيلة للدفاع مقولة ظلت سائدة فترة طويلة على ألسنة المحللين وأساتذة الكليات العسكرية عندما يدرسون طلاب الكليات العسكرية دروس في مادة التعبئة العسكرية، وهذه المقولة أطلقها القائد الفرنسي نابليون بونابرت، واغرب نكتة وجدت كاتب سعودي كاتب مقال بصحيفة الوطن السعودية يقول نابليون بونابرت قاد الحرب العالمية الثانية؟ ههههه شر البلية ما يضحك، نابليون عاش في القرن الثامن عشر ومات في بداية القرن التاسع عشر، والحرب العالمية الأولى والثانية وقعت في النصف الأول من القرن العشرين الماضي.
بعد دخول السلاح النووي الحرب بين الدول الكبرى تكون حرب بالوكالة، وهي حرب تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بشكل مباشر، بل أن القوى الكبرى استخدمت حكومات أخرى كوكلاء للحرب مثل قيام الغرب في تمكين عوائل عميلة لحكم الجزيرة العربية واجبهم نشر الوهابية ضد الشيوعية وتمويل حروب الناتو الباردة والساخنة والتلاعب في اسعار البترول لابتزاز روسيا.
بل تعمدت الدول الكبرى دعم فصائل تكفيرية وتحويلهم إلى مرتزقة تجمعهم دول الخليج في اسم الإسلام الوهابي للقتال نيابة عن الناتو في استخدام دول معينة مثل أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا، لأن المرتزقة والأطراف العنيفة الغير القانونية ينفذون تلك الجرائم في اسم عصابات إرهابية مجرمة مستغلين الصراعات الداخلية التي حدثت في الاستفادة من العامل المذهبي والديني والقومي، لذلك الدول الكبرى تستخدم العملاء وخاصة مثل الوضع السعودي المادي والديني بشكل أكثر، حيث تأمل القوى أن تتمكن هذه الأطراف من ضرب أطراف أخرى لتحقيق أهداف هذه الدولة الكبرى ضد شعوب ضمن النفوذ الروسي دون الانجرار إلى حرب شاملة.
نعم في الحروب السابقة كان نابليون ينظر إلى الإجهاز على الخصم في الحرب ومبادرته بالهجوم حتى لا تكون لديه الفرصة لمهاجمتك ووضعك في خانة المدافع.
لكن عصر الحروب التقليدية انتهى وقول بونابرت انتهى بظل دخول السلاح النووي.
قبل أيام المفكرالأمريكي ول ديورانت تحدث عن الحرب والسلام حيث كتب مقال عنوانه «درس الحرب»
يقول ديورانت: «الحرب أحد ثوابت التاريخ، لم تتناقص مع الحضارة والديمقراطية. فمن بين السنوات الواحدة والعشرين بعد الثلاثة آلاف والأربعمائة سنة الأخيرة من التاريخ المسجل، لا توجد سوى 268 سنة بغير حرب».
قال هرقليطس إن «الحرب هي والد كل شيء فالحرب، أو المنافسة، كل شيء، وهي الأصل الفعّال للأفكار، والمخترعات، والمؤسسات، والدول. أما السلام فهو توازن غير مستقر، لا يمكن المحافظة عليه إلا بالتفوق المقبول أو القوة المعادلة».
أيضا أشار ديورانت للحديث عن جدل الحرب والسلم، فيتحدث عن سخرية «الجنرالات والحكّام بكل قرن (مع استثناءات نادرة مثل أشوکا وأغسطس) من الكراهية الرعديدة التي يبديها الفلاسفة نحو الحرب.. فما الذي صان فرنسا وإسبانيا من أن تصبحا مسلمتين غير انتصار شارل مارتل في موقعة تور (عام 732) وماذا كان سيحدث لتراثنا القديم لو لم يحمِه السلاح ضد غزوات المغول والتتار؟».
تحدث بالقول (الغابة أو الأحراش التي يخشى نموّها وتعرّشها من جديد).
يقصد بقوله هذه القوى العظمى التي ليست من معسكر الناتو مثل الصين، وروسيا والهند التي عادت قبل ايام نحو روسيا بعد ان حاول الناتو جعل الهند اداة لابتزاز الصين،
فكرة عودة الغابات والأحراش للنمو مجدداً فكرة هي بالواقع …