المقالات

شخابيط من ذكريات قد يستحي منها البعض ..

1741 2021-12-19

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

Manhalalmurdshi@gmail.com

اصبع على الجرح .

 

ايام تمر وسنين توالت واحداث تواترت وزمن يتسابق ويتسارع وكأن الساعة دقائق معدودة وما الأسبوع الا يومين او ثلاثة ومثلها انحسرت ايام الشهر حيث تلاشى (راس الشهر) الذي كان ميعاد راتب الأب وعشاء دسم بدجاجة مجمدة من دكان ابو رسول مثلما تلاشت رؤوس الشوارع  التي كنّا ننادي سايق السيارة عندها ( نازل راس الشارع نازل ) . وانتهت تلك الصيحات داخل السيارة من صديق او جار وهو يصيح ( واصل .. واصل ) فتطمأن ان اجرتك قد تم دفعها .

  ذكريات تداعب شغاف القلب قد يستحي البعض من بعضها لكنها هوية زمن كان حلوا بصعابه ومرا بحلاوته مؤطرا بطيبة تآكلت اركانها وفطرة تلوثت اوصالها وحياء لم يعد منه الكثير في ايام السندباد وثورة الأولاد وحكومة الأوغاد .

كنا بسطاء في كل شيء حتى في كتابة الرسالة حينما كان للبريد حضور وطعم وذاكرة فنشتري ورقة وظرف لنكتب المقدمة العتيدة في كل الرسائل .. صباح الخير ان كان صباحا ومساء الخير ان كان مساء , ثم تتوالى مفردات التعبير من الدر المنثور الى اللب النقي والدر الصفي والى والى ..

قد يتذكر من يتذكر كيف كان البعض يلوح للطائرة حين تمر محلقة من فوقنا ويقول من كل قلبه مبتسما .. مع السلامة .. كان كل شيء مختلف حتى التراب حين كانت شوارعنا كلها تراب لكن تراب الأمس يختلف فحين نلعب الكرة ونحن حفاة قيضرب احدنا ضربة الجزاء فينقلع الظفر في الإبهام فلا ضير ولا ضرار فغرفة من تراب الأرض كاف لقطع الدم ولئم الجرح ولا تلوث ولا بكتريا ولا هم يحزنون .

 ذاك التراب الذي كنا نرمي به خيطا فتخرج (غزالة غزلوك ) ثم نرميها لتعود الينا بذكرها واختفى ذاك التراب واختفت الغزالة كما اختفت حية ام سليمان ولا ندري من اخفاها واخفى معها سليمان واهله .

حين تعلمنا قراءة الساعة في المدرسة ورجعنا لنجيب من يسألنا كم الساعة فنقول له الكبير على الاربعة والصغير على السته .

كنا ننتظر العيد حتى نلبس ملابس جديدة التي لا يجوز ان نلبسها قبل العيد كي لا ...... علينا العيد .

نتذكر من بعض ما نتذكر حين كنا تلاميذ في الإبتدائية وكيف يشعر احدنا بقمة الفخامة حين يعطيه الاستاذ طباشير او ورقة ليوصلها الى الإستاذ في الصف الآخر فيدخل الصف الثاني كأنه مبعوث مفوض من الامم المتحدة .

كنّا نرسم الشمس في زاوية الورقة لتشع بنورها على كل الورقة اما قلب الحب فهو باللون الأحمر ولابد من سهم يخترقه من الأعلى ليخرج من الأسفل ومكتوب في كل طرف اسم الحبيب او الحبيبة .

حتى الماء كان من الحنفية يأتي صافيا طيبا وما احلاه حين نجمده في علبة حليب ديالاك الفارغة ونوزعة على الجيران الذين ليس لديهم ثلاجة .

الفة وطيبة وصفاء نوايا حتى العاشقون كانت رسال بعضهم تصل للحبيبة في علبة كبريت فارغة (شخاطة) ليرميها على عتبة باب الأميرة التي يعشقها .

 كانت مفاتيح بيتنا نؤمنها عند جيراننا حين نسافر كي يكونوا حراس لبيتنا خلال غيابنا وكان الجار اخ وصديق وأمين ومصدر امان .

 كان الحياء سيد الموقف وعنوان الحياة ونبراس الروح . ادب واخلاق وستر ومخافة الله وفطرة نقية سليمة صافية .

  نعم كانت قلوب نظيفة وجباه مزدانة بالحياء والإستحياء وكفانا الله واياكم شرار القلوب المريضة والعقول المستهجنة انه سميع مجيب .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك