قاسم الغراوي ||
نقف عاجزين تماما في الكتابة عن شخصية السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسولنا الكريم محمد (ص) .
وتعدّ حياتها صفحة خالدة لم تطويها الايام على طول التاريخ ، نقرأ فيها مبادىء العفاف والطهارة والاستقامة والعظمة ، ما لا يمكن لاَيّة أُنثى في صفحات الوجود أن تبلغه ، لانها غرس النبوة التي نمت على تراتيل الوحي من فم الصادق الأمين ، الذي كان يحنو عليها ويبذل الوسع في إعدادها لتكون ابنة الرسالة المثلى والقدوة الكبرى لنساء العالمين .
وقد كرس الرسول محمد (ص) العناية النبوية لها فتحلت الزهراء بالخصائص الفريدة وكانت سيدة النساء وأفضلهن في العلم والأدب والفصاحة والبيان والخلق الرفيع والعبادة ومكارم الأخلاق .
قالت عائشة : ما رأيت قطّ أفضل من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وآله وسلم .
ولم تنل فاطمة عليها السلام مرتبة السيادة السامية لاَنّها بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحسب ، ولكن الله تعالى اختارها وفضّلها على نساء العالمين ، وأكرمها بما جاء على لسان الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى وما استحقته من مناقب وخصائص من العناية الالهية ورعاية النبي محمد (ص) هو
عصمتها من الأرجاس :
أخرج مسلم في الصحيح عن عائشة ، قالت : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداةً وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) .
وما استحقته بعد التطهير هو : فرض مودّتها
روي أنه لمّا نزل قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى )) .
قيل : يا رسول الله ، من هم قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « عليّ وفاطمة وابناهما »
وكذلك شملها الله والرسول بالمباهلة مع علي والحسن والحسين في المناظرة مع وفد نصارى نجران .
في قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) .
وهي مع الحقّ أبداً :
عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة : إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك » .
عن عائشة قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الاُمّة ، وسيدة نساء المؤمنين »
وعن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « حسبك من النساء أربع سيدات نساء العالمين : فاطمة بنت محمد ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران"
. وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
السيدة فاطمة الزهراء (ع) أجهدت نفسها في مرضاة الله عزّ وجلّ واستحقّت شرف الحصول على هذه المرتبة بفضل زهدها وإخلاصها ويقينها وعبادتها وإنفاقها وجهادها وصبرها وتحملها في سبيل الله ، فكانت رمزاً وقدوة للمرأة في المجتمع الإسلامي .