كلما وجدنا أنفسنا حيال ظواهر إجتماعية أو سلوكية منفرة أوغريبة أو شاذة "طرأت" مثلما نعتقد على مجتمعنا نهرع الى عالم الإجتماع الراحل علي الوردي. فنحن لدينا قناعة أن ماقدمه الوردي قبل نحو ستة عقود من الزمن من تفسيرات تتعلق بالشخصية العراقية إنما هي قاطعة وباتة. ولأننا حيال ظواهر وسلوكيات جديدة فإننا نحتاج الى تفسير لها. وبصرف النظرعما قدمه الراحل الوردي في مجال الدراسات في علم الإجتماع فإن من يقرأ كتب الوردي يرى إنه درس الشخصية العراقية من جانب أحادي تقريبا وهو الجانب السلبي فيها. ولكل شخصية في الكون جوانب إيجابية وأخرى سلبية, وقد يطغى ماهو سلبي أو متناقض أو مزدوج في عرف الوردي نتيجة ظروف أو تحولات أو تقاطعات حادة بين البداوة والحضارة. لكن هذا في النهاية لايصلح تقييما نهائيا بحيث بتنا على قناعة أن كل واحد منا هو عبارة عن شخصين "مايكل جاكسون وملا عبود بالنسبة للرجال ومدام كوري وحجية عمشة بالنسبة للنساء". إن هذا الإستدعاء الدائم للوردي لايمكن أن يقرأ من وجهة نظري الإ رغبة دائمة لدينا في جلد الذات بسبب العجز عن مواجهة تلك الظواهر أو التعامل معها بصورة إيجابية. إن الحاجة الدائمة الى علي الوردي هي ليست بسبب غرابة مايستجد من ظواهر وحالات بمن فيها ماتعد في عرفنا الإجتماعي شاذة وبالتالي تحتاج الى تفسير ولو بأثر رجعي بل لأننا لانريد الإعتراف أن الزمن يتقدم والمجتمعات تتطور وكل مايحصل هو إفرازات طبيعية يتوجب علينا مواجهتها ومحاولة فهمها وإستيعابها ولو بأقل الخسائر لأن الزمن يتحرك والأرض تدور مثلما قال غاليلو عند محاكمته أمام الكنيسة. إن أقل ما يمكن قوله على صعيد ماقدمه الوردي من دراسات بمن فيها تلك التي أوغل فيها في تفكيك الشخصية العراقية هو إنه رسم لنا خريطة طريق للفهم والمراجعة بصرف النظر إن كنا إتفقنا معه أم إختلفنا. ماعدا ذلك فإن علينا مواجهة مايدور من حولنا بجرأة بحيث لانتطير من مطرب ظهر في حفل جماهيري عاري الصدر وكإن كوكبا خطيرا إقترب من الأرض من تلك الكواكب التي تخوفنا منها وكالة ناسا للفضاء. أو أن اليسا كانت ترتدي درعا أم لا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha