قاسم الغراوي ||
يتفق اغلب العراقيين على ان بلدهم واقع تحت طائلة مجموعة من الازمات تتعدد جوانبها، ولاتقف عند جانب معين ،فمرة تكون الازمات سياسية ،واخرى اقتصادية ،فضلا عن ذلك تصبح اجتماعية .
لكنهم يتفقون على ان سبب هذه الازمات هي السياسة وادارة السلطة ومن امتهنها ،ويرون ان مامر به العراق من محن يقع على عاتق من حكمهم وبهذا يتفقون مع مقولة ( نعوم تشومسكي) : لايوجد شيء اسمه بلد فقير ،يوجد فقط نظام فاشل في ادارة موارد الدولة.
كم من دولة ليست بحجم العراق او بموارده استطاعت ان تكون بادارتها الناجحة في استثمار الطاقات والموارد البشرية والبيئية وان تخطط في الانتقاله من وضع الفقر والبؤس والحاجة وان تفلت من سلطة الدول الاستكبارية لتنهض وتصبح من الدول المتصدرة الناهضة في مقاييس المؤشرات الدولية .
ان مؤشر الدول الهشة Fragile States Index او مؤشر الدول الفاشلة كما يطلق عليه سابقا Faileds tates تعده مجلة فورين بوليسي وبدعم من صندوق السلام الامريكي وتصنف فيه الدول من خلال 12 عاملا اساسيا وعوامل اخرى مثل الامن ، حقوق الانسان ،الخدمات ،اللاجئين ،المهجرين ،التدخلات الخارجية ...الخ
العراق يضع في مستوى متدني في المقياس ،وغض النظر عن هذه الدراسة التي تصنف العراق بهذا المستوى وقد يطرح البعض تساؤلا عن مصداقية هذه الدراسة الا ان الواقع الحقيقي الذي نعيشه اليوم يمنحنا مصداقية ماذهب اليه المؤشر لاننا اقرب الى معايشة هذه المعانات في العراق وبامكان الباحثين والكتاب والمفكرين لا بل حتى الفرد العراقي الذي لايرتبط بمركز دراسات بامكانه ان يلخص لنا الواقع بكلمات مختصرة وهي الادارة الفاشلة للبلد وغياب التخطيط والفساد المتغول وسرقة الاموال وعدم انسجام الطبقة السياسية بغياب خطابها الوطني واخلاصها للشعب والوطن.
من المؤكد ان وجود قادة يؤمنون بوطنهم ويقاتلون من اجل امنه وسيادته ويحرصون للنهوض بواقعه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ويحاربون الفساد بقوانين مشددة ويستثمرون عقول ابناءهم يستطيعون النهوض بالبلد من واقع الى اخر ، وفي العالم توجد امثلة كثيرة لدول بدات بقيادة ناجحة وتخطيط سليم لتصل الى مصافي الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان اتخذت مسار الاصلاح والبناء تطبيقآ وليس شعارات فقط .