الشيخ محمد الربيعي ||
هناك قضية مهمة جدا ، و تعتبر من امهات القضايا التي يجب ان نلتفت اليها ، هو كيف نجعل العلاقات بين الشباب علاقات ايجابية بناءه ، مبنية على القيم الصحيحة ، و بعيدة عن القيم السلبية .
ان ما نراه اليوم من اعمال إجرامية ، بأفكار شيطانية ، مخالفة لشريعة و القانون هو سببها غفلة ذات العلاقة عن توجيه الشاب عن الكيفة التي يرسموا علاقتهم مع بعضهم ، ضمن الاطر المقبولة شرعا و قانونا و اجتماعيا ، وبطبيعة الحال ذات العلاقة المشار اليهم ، ابتدا من الاسرة ، و تربية و التعليم وهي من اهم مؤسسات ذات العلاقة بهذا الجانب اضافة الى الجهات الدينية و مؤسيات المجتمع المدني وغير ذلك من الجهات ذات العلاقة .
محل الشاهد :
ينبغي أن تكون علاقاتهم ( الشباب ) علاقة المؤمن بالمؤمن ، فالشباب يمثّلون قوّة الحياة و طاقة الأمّة ، و عندما نتحدَّث عن الشّباب المؤمن ، فالمفروض أن تكون قوَّتهم و طاقاتهم و علاقاتهم مع بعضهم البعض منطلقةً من خلال أن يوظّفوها لخدمة الإسلام ، فالله لا يتحدَّث عن الشّباب فقط ، بل عن الشباب و الشابّات ، و عن المؤمنين و المؤمنات [ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ] و لذلك ، فالمفروض أن لا يضيّع الإنسان طاقة شبابه في العبث و اللاجديّة و في اللّهو .
ان نصيحتي الى الاسرة و الى كافة المؤسسات الحكومية و غير الحكومية الاهتمام بجانب علاقات الشباب فيما بينهم ....
و نصيحتي الى الشباب ...
ان تكون علاقتهم فيما بينهم من الشباب متوافقة مع نظم الدين و احكام القانون ، و الاعراف الاجتماعية الأصيلة ، و بهذا يعيشوا ضمان علاقة متينه و صحيحة و باقية و منتجه ، هذا من جانب ، و من جانب اخر ، إن علينا أن نعيش الثقة بالله ، و الثقة بأنفسنا ، و أن ندرس الواقع الذي نعيش فيه ، لنعرف الثغرات التي يمكن أن ننفذ إليها ، و علينا أن نصبر على التجربة و الحياة [ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ] .
أيها الأحبة ..
و إنّ فشل ألف تجربة لا يعني فشل الفكرة ، فعلينا أن نجرّب و نجرّب ، ولا بدّ أن نلتقي في نهاية المطاف بالنتائج الإيجابية.
إننا نجد أن تقدّم العلم، سواء في مجال الطب أو غيره ، انطلق من خلال مواصلة التجربة ، فكم من السنين انقضت و العلماء يبحثون عن دواء للسرطان أو دواء للإيدز أو ما إلى ذلك ، وهم يقتربون تارة و يبتعدون أخرى ، و ربما إذا لم ينجحوا في عصرهم الرّاهن ، فهم يهيئون الفرصة لجيل آخر و لعصر آخر .
لذلك نقول للشباب ، إنّ لديكم طاقات يمكن أن تنمّوها و تقوّوها و تطوّروها ، و إنّ لكم إرادة يجب أن تصلّبوها ، و إنّ هناك أفقاً كبيراً يجب أن تقتحموه ، و لا تيأسوا ، لأنّ الشباب إرادة و عزيمة و قوّة ، و إذا فقدنا هذه العزيمة في الشباب ، فمن ذا الذي يمكن أن يبني الحياة و يمكن أن يحمي القضايا الكبرى؟!
نسأل الله حفظ الاسلام و اهله
نسأل الله حفظ العراق و شعبه