محمد شرف الدين||
*طالب الساعدي
المتابع للأحداث و الأوضاع الجارية في المنطقة بصورة عامة وخاصة في العراق ، بل بشكل اسرع فيه ، يلحظ بادنئ تأمل ونظر أن الجهة المستهدفة هي قيم الإنسان العليا .
فقيمة العلم والتواضع و حفظ الغير و عدم الهتك والانتقاص من الآخرين، بل حتى قيمة الشرف والعزة والكرامة ، هي اليوم ساحة الصراع والمواجهة ،
ولكننا لو رجعنا إلى بدايات التاريخ الإسلامي نجد هكذا ظروف قد مرت بها الامة الاسلامية حيث تنقل الروايات أن الشباب في العقد السابع من الهجرة النبوية وفي المدينة المنورة، كان فيهم من يحزن ويبكي لموت مغنية فاجرة وهم يمشون بالشوارع والازقة، ويفرحون بقدوم مغني آخر وذهبوا عنده لقضاء الليل معه !!!!
بل لو دققنا أكثر ورجعنا إلى بداية العقد الثاني الهجري نجد مولاتنا سيدة النساء عليها السلام قد اطرقت مسامع الناس عبر مختلف الأزمان ببيانها المدوي لتلك القيم الإلهية التي ينبغي على المؤمن ان يبذل قصارى جهده للحفاظ عليها ، قالت سلام الله عليها " فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام (وذلاً لأهل الكفر والنفاق)، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله في ما أمركم به وما نهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماءُ."
وفي هذا الكلام إشارة واضحة إلى القيم الإنسانية التي اودعها الحق تعالى قد تتعرض للانتقاص بل قد تكون في ساحة المواجهة مع العدو ، فهو لم يرعَ أي اهتمام لقيم الإنسان،