كندي الزهيري ||
ان إظهار الحقائق لا يعني ذلك إثارة الأزمات، انما هي إظهار المعلومات التي تم إخفائها عن الشعوب ، وتسليط الضوء عليها ، وكشفها للناس، على أن يكون ذلك بشكل عقلاني منطقي بعيد كل البعد عن العاطفة، ان اي عمل مهما يشكل لا بد ان يخضع العوامل عدة منها ما يخدم العوام ومنها ما يخدم الخواص، للعوام كشف الحقائق ،وللخواص تذكير.
امريكا والغرب صنعت اسلام ( اسلام الأمريكي) وصدرته عبر عملاء المنبر وخيانة الإعلام إلى شعوب الإسلامية، ثم عكست صورته الدموية إلى العالم ،حتى يصبح لها الحق بأن تدعي أنها تدافع عن الإنسانية ،وتقف بوجه الإسلام الدموي كما تدعي.
في الوقت ذاته منعت بشكل مطلق من الترويج واظهار السلام المحمدي الأصيل، لكون ذلك يعد مصدر خطر حقيقي على زعامتها للعالم.
حين انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية، نظر الغرب وامريكا بمنظار الخطر حيث استشعرت بأن هذه الثورة ،ليست ثورة جغرافية، انما هي نهضة اسلامية مبكرة، منتفضة على الإسلام الامريكي الغربي وعلى عملاء الشر في الشرق الإسلامي الكبير.
ماذا فعلت النهضة الإسلامية في إيران؟.
ان النهضة الإسلامية هي انتصار الثورة شعب مسلم في المرحلة الأولى، حيث تم اسقاط الشاه ايران ( شرطي الخليج) أو ما يسمى ( ابن امريكا المدلل) . بعد ذلك تم تشكيل حكم إسلامي بعيدا عن يد الغرب وامريكا، وهذا ما تم تحديده بشكل واضح، يستند هذا الحكم على كتاب الله و شريعة آل البيت _عليهم السلام _ والسنة النبوية الشريفة في تشريعاتها، لتكون بذلك ( الجمهورية الإسلامية في إيران)، ترجع الى الشعب واخذ رأيه اي ( سيادة الشعب الدينية )، من التاريخ الإسلامي والقرآن الكريم وآل البيت _ عليهم السلام _، معتمدة على المصادر الدينية، غير مشروط ان يكون شكل الحكم اسلامي، انما ترك ذلك للشعب، يحدد نوع الحكم الذي يخدمه.
اختار الشعب ( الدولة الإسلامية في إيران) ، وطالب بإخضاع كل مؤسسات للدولة الإسلامية من حيث المضمون والمحتوى، وأن تكون المؤسسات بعيدة كل البعد عن الاعتماد على الغرب انما تكون مستقلة وحرة.
ليكمل الشعب بأن يتحول المجتمع إلى ( مجتمع اسلامي ) ، مؤكد بضرورة أن يصبح نمط الحياة اسلامي وهذا الهدف الحقيقي للثورة الإسلامية.
وأن اخطر شيء بالنسبة للغرب، ان تصل الثورة الإسلامية إلى مرحلة انشاء (حضارة إسلامية ) ، وهي المرحلة الاخيرة من مراحل الثورة الإسلامية في إيران، التي تتبنى مشروع التمهيد للأمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف) أي تمهيد للحكومة العالمية الكبرى.
هنا يشعر ويفهم الغرب خطر هكذا حكم اسلامي واعي.
اليوم نحن في أمس الحاجة إلى الوعي وإلى قائد وادوات عمل واعية مؤمنة صادقة ، لكي يصبح المشروع الإسلامي حقيقي ويتحقق بذلك الحضارة الإسلامية الكبرى...