منهل عبد الأمير المرشدي ||
Manhalalmurdshi@gmail.com
*اصبع على الجرح .
منذ قرابة السنتين اعيش في اوربا لكن عيني على العراق وقلبي في العراق وروحي هناك تستوطن في بغداد الحبيبة وحيثما حلت وارتحلت وسكنت النفس المطمئنة في رحاب العتبات المقدسة والكاظمية والمتنبي ولقاءات الأحبة والأصدقاء .
كل شيء في العراق جميل في جوهره وجميل في ذاته وفي معانيه ودلالاته لكنه مسلوب الجمال منهوب الكمال مغدور منسي مرمي في وحل الدمار.
حين أتذكر ما آل اليه حال وطني في شوارعه في ساحاته في المدن والقرى والناس وكل شيء أتألم كثيرا واشعر بالأسى والألم والحسرة وأنا أرى المدن الأوربية بهذا النسق المتكامل فكل شيء هنا يبدو جميلا نظيفا أنيقا رائعا .
دول أوربا لا تمتلك الثروات المعدنية كما يمتلك العراق فليس لديها نفط ولا غاز لكنني لم ار متسولا في شارع ولم ار فقيرا يشتكي العوز وليس هناك ارامل يتصدقون عليها بالمعونة او يتيم بلا مأوى.
نظام الحياة هنا العمل ولا شيء قبل العمل ولا شيء بعده .
تصوروا ونحن نعيش في بلادنا معضلة البطالة بالآف مؤلفة فإن في بلجيكا على سبيل المثال لا الحصر مئات الآلاف من الوظائف الشاغرة خصوصا لذوي الاختصاصات في الطب والهندسة والكهرباء والميكانيك وغيرها.
الدولة بجميع منظماتها تفتح لك الفرصة للعمل ليس حبا بك انت انما هو أيضا طريق وسيلة ايراد لخزينة الدولة فعلى كل راتب ضريبة تستقطع الى خزينة مملكة بلجيكا .
أي راتب كان وأي ايراد كان في المعمل او المطعم او التدريس او القضاء بل وحتى في الرياضة او الزراعة الى غيرها من الماء والكهرباء والأنترنيت وكل ما هو موجود هنا سيارة كانت ام محل حلاقة ام مجمع تسويق او غيره .
الجميع يدفع الضرائب بنسب محددة معلنة وبما يؤمن ايراد مالي للدولة يهيء لها تأمين احتياجات جميع المواطنين واللاجئين على حد سواء من دون ان تغفل عن المتقاعدين وكبار السن الذي تؤمن لهم رواتب كافية وخدمات متكاملة ورعاية صحية راقية من دون مّن ولا أذى .
الشوارع هنا انظف من النظيفة واجمل من الجميلة الزهور في كل مكان وفي كل رصيف وكل شارع وليس هناك مترا واحدا من التراب فكل الأرض متنعمة بالخضار الذي يؤمنه هطول الأمطار طوال أيام السنة وكأنها نعمة الله على القوم حتى إن البساتين والغابات تحيط بكل مدينة وكل ناحية.
ليس هناك منطقة مهملة من دون خدمات بلدية متكاملة مدينة كانت او قرية او مجمع في أي زاوية .
إعمار مستمر وادامة مستمرة بلا مكرمة السيد الرئيس ولا حملة الحزب القائد ولا فضل او تفضل من زعيم او شيخ او وزير . رسالتي هذه ابعثها الى من كان في اوربا وعاش فيها ممن حكم العراق او يحكمها الان او سوف يحكمها غدا . هل كنتم عميان العيون ام مرضى العقول .
الم تشاهدوا شيئا من هذا الذي ذكرته الم تعيشوا فيه الم تتعلموا شيء منه .
اليس من العدل والحق والإنصاف ان تأخذوا شيء من طريقة العمل وادارة الدولة في اوربا الى العراق الذي نهبتموه وسرقتم امواله ودمرتم حاضره . الا تخجلوا من انفسكم وانتم تحكمون في عراق الخير بما فيه من ثروات لا تملك ميثلتها اي دولة في العالم وشعب العراق يعاني الفقر ومدن العراق تعاني من وطأة الخراب وتدعايات فسادكم ايها الفاسدين الفاسدين الفاسدين .
قديما قالوا ان كنت لا تستحي فأفعل ما تشاء ونحن ندري انكم لا تستحون وتطبعتم الرذيلة واعتدتم الإهانة ولكن رائحة النار التي ستحرقكم في الدنيا قبل الآخرة تتعالى من غضب شعب أبي عزيز مظلوم اسرفتم في ظلمه وتجاهله وان غدا لناظره لقريب .