كندي الزهيري ||
منذ انتخابات تشرين الى يومنا هذا صراع عنيف حول صحة نتائج الانتخابات ، لتقام دعوى قضائية من قبل رئيس تحالف فتح العامري ، لدى المحكمة الاتحادية مع ابراز الادلة التي تبين مدى التزوير فيها ، اصدرت بعدها المحكمة الاتحادية بان النتائج صحيحة ، وتم اعتمادها رغم وجود ادلة على حجم التزوير !.
ان كانت النتائج صحيحة ام مزورة ، في النهاية تم اعتمادها .
السؤال الابرز كيف ستكون مسارات الكتل الشيعية مقابل اطماع الكرد وابتزاز الطرف الذي سيحظى بتشكيل الحكومة القادمة ، كذلك حصة الكتل السنية الجاهزة لإخذ المناصب .
_ الاطار التنسيقي / نظرا للمتابعة لتحركات كون وفد من قسمين الاول ؛ برئاسة العامري للتفاوض مع التيار الصدري ، الثاني ؛ برئاسة المالكي للتفاوض مع الكتل الكردية حول شكل الحكومة القادمة ، ويعزو البعض بان عدم ذهاب المالكي الى الحنانة كون هذا الدور يقوده العامري لا المالكي.
مع وجود مؤشرات بان مكونات السنة تحبذ الذهاب الى محور المالكي ، الاسباب عدة ،احدها بان المالكي اضمن لهم من مقتدى الصدر ، الانهم يعتبرون بان الصدر ربما لا يفي بوعوده السياسية لهم وهذا ما ضهر في التسريبات حوال نية الصدر بعدم التجديد للحلبوسي ، رغم بان هناك شبه اتفاق بان يبقي الصدر الحلبوسي وكاظمي في مواقعهما ، لكن هذا عكس ما جاءت به التغردة الاخيرة لا تجديد للرئاسات الثلاثة ، حيث جاء ذلك التصريح بعد الاجتماع مع العامري .
ان الاطار التنسيقي اذ ما بقى موحد وذات قرار ملزم لجميع اطرافه ، اما ان يكون معارضة في البرلمان على انت تكون معارضة إيجابية ، لكن هذا سيف ذو حدين اما ان تكون تلك المعارضة ترفع من ارقام الاطار التنسيقي في الشارع واما ان تنهي وجودة تماما ، ولا ننسى بان الاطار يتبنى دعم قضية الحشد الشعبي ، بشكل او باخر .
او الذهاب الى تشكيل حكومة توافقية معتمد على التنازلات للكتل الكردية والسنية ، و الاتفاق مع المستقلين ، وهي حكومة لن تكون ذات ذراع صلب لكونها حكومة ( تجميعية ) لا اكثر .
او ترك الاشتراك في الحكومة ، وعدم التدخل او اخذ اي منصب حكومي فيها بتاتا ، وهذا صعب لكون ذلك يعتبر غبن الانصار هذه الكتل ، مع ذلك اذما سار الإطار بهذا المنحى ، سيخسر ايضا ، لكون الطرف الاخر سيقدم العسل ان صح التعبير للشعب عبر الاعلام ، لكي يبقى اطول فترة ممكنة في الحكم وكسر صورة الاطار .
_ التيار الصدري / المستفيد الاكبر من النتائج الانتخابات الاخير ، اما ان يذهب ويتحالف مع الكرد والسنة مع صعوبة ذلك لكن ممكن ان توافق المصالح ، مع ان يبقى الكرد والسنة بحق الانسحاب من اي اتفاق مع الصدر ، وهذا احتمال جدا وارد ، كما قلنا سلفا بان الطرفين يعتبران بان الصدر متقلب في قراراته ، لكن تلك تعتبر مغامرة ، ذات حدين ، ان شكل التيار الحكومة ، لن يجعل رئيس مجلس الوزراء صدري كما يتصور الاخرين ، لكون التيار يبحث عن وزارات لا رئاسة مجلس الوزراء ، يعتبر ذلك مسلخ له ، الضامن له ان يجعل رئيس مجلس الوزراء من كتل اخرى على سبيل المثال ( لعبادي، الكاظمي ، عادل عبد المهدي ) او اي شخصية اخرى ، لماذا ؟ حتى يتسنى له ان ينتقد راس الحكومة متى ما اراد ، وان لا تحسب هذا الحكومة له امام الشارع العراقي ، كما حدث في حكومة عادل عبد المهدي الذي صرح قائل (من جاء بي هو الصدر والعامري ) .
او ان يذهب الصدر الى المعارضة ( الصعبة ) ، التي لن تكون سهلة بالنسبة لرئيس مجلس الوزراء ، لكون التيار سنشاهده كثيرا في الاعلام ناقد لاذع وجالد للحكومة ، كذلك سنرى مظاهر قطع الشوارع في المدن كثيرا ، حتى يفشل من تبنى ادارة الحكم في العراق .
مع كل هذه الاحتمالات يبقى الطريق الاسلم ان يتفق مكونات البيت الشيعي مع الصدر والخروج برؤية موحدة ، تحفظ مكانة البيت الشيعي امام المكونات الاخرى وكذلك امام الشارع الشيعي ، غير هذا الفعل لا نرى حكومة تستمر اربع سنوات مطلقا من دون فوضى عارمة ينعكس على القرار السياسي والامني العراقي ،
ونخشى ما نخشاه ان تعود من جديد صورة حكومة 2019م ، وكذلك نخشى ان لا يصل البيت الشيعي الى اتفاق موحد مع الصدر ، هذا يعني الدخول الى نفق المجهول ومظلم جدا . مع ذلك ستتضح الصورة في اولى جلسات مجلس النواب في هذا الشهر ، التي ستبقى مفتوحة حتى الوصول الى الكتلة الاكبر ، وكذلك احتيار الرئاسات الثلاثة بسلة واحدة ...
https://telegram.me/buratha